اقتصاد

تصعيد جديد بين واشنطن وبكين.. ترامب ينتقد شي جين بينغ ويصفه بـ”الصعب جدًا في التفاوض”

في تطور جديد يعكس تزايد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، وصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ بأنه “شخص صعب للغاية في التفاوض”، وذلك في منشور نشره على منصة “تروث سوشيال”، حيث كتب: “لطالما أعجبت بالرئيس شي وسأظل كذلك، لكنه من أصعب الأشخاص في إبرام الصفقات!”.

هذا التصريح المفاجئ أثار موجة من التساؤلات حول مدى صلابة الهدنة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، لا سيما مع غياب رد رسمي من البيت الأبيض، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبيرغ.

خطوات أميركية تثير الجدل

التصعيد الأخير يأتي بعد أسابيع فقط من إعلان هدنة تجارية في مايو/أيار الماضي، تضمنت تخفيضات جمركية واتفاقات مبدئية خلال اجتماع في جنيف. لكن إدارة ترامب اتخذت منذ ذلك الحين إجراءات مثيرة، من أبرزها:

  • حظر تصدير قطع غيار حساسة لمحركات الطائرات إلى الصين.
  • فرض قيود على وصول بكين إلى برامج تصميم الرقائق الإلكترونية.
  • تعزيز القيود المفروضة على شركة “هواوي”.
  • الإعلان عن خطة لإلغاء تأشيرات مئات الطلاب الصينيين.

في المقابل، عبّرت بكين عن استيائها الشديد من تصريحات وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الذي وصف الصين بأنها “تهديد وشيك لتايوان”، الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.

غياب الاتصال بين القادة يزيد الغموض

ورغم تأكيد البيت الأبيض على احتمال إجراء مكالمة هاتفية بين ترامب وشي هذا الأسبوع، لم تعلن بكين عن أي نية لعقد اتصال مباشر. وفي رده على سؤال حول منشور ترامب، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، لين جيان، إن “موقف الصين من تطوير العلاقات مع واشنطن واضح ومتّسق”، دون أن يعلق مباشرة على تصريحات ترامب.

المعادن النادرة: جوهر النزاع الجديد

من جانب آخر، سلط تقرير بلومبيرغ الضوء على التوتر المتزايد حول المعادن الأرضية النادرة، والتي تُعد من المكونات الأساسية في الصناعات الدفاعية والتقنية. وذكر كوري كومبس، رئيس أبحاث سلاسل الإمداد في مؤسسة “تريفيم تشاينا”، أن “الولايات المتحدة كانت تتوقع رفع جميع القيود على تصدير هذه المعادن، لكن بكين لم تفسر اتفاق جنيف بالطريقة نفسها”.

وكانت واشنطن قد اشترطت خفض الرسوم الجمركية بإزالة الصين لقيودها على تصدير مغناطيسات المعادن النادرة، وهو ما لم يتحقق، ما دفع الإدارة الأميركية لاتهام بكين بخرق الاتفاق.

الأسواق تترقب بلا هلع

رغم خطورة التصريحات المتبادلة، جاءت ردود الفعل في الأسواق المالية محدودة. حيث قلص مؤشر بورصة هونغ كونغ مكاسبه إلى 0.5%، في حين انخفض مؤشر بلومبيرغ للدولار بنسبة طفيفة بلغت 0.1%، وظلت عائدات سندات الخزانة الأميركية مستقرة عند 4.45%، ما يشير إلى حالة من الترقب بدلًا من الذعر.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن الاقتصاد الصيني أظهر مرونة في مواجهة أشدّ نظام تعريفي تفرضه الولايات المتحدة منذ قرن، بفضل الإنفاق الحكومي وبرامج التحفيز خلال الربع الأول من العام. إلا أن التحديات ما زالت قائمة، خاصة في قطاع التصنيع والعقارات، ما ينعكس سلبًا على ثقة المستهلكين.

مستقبل الهدنة على المحك

في تصريح سابق من المكتب البيضاوي، أعرب ترامب عن أمله في التحدث قريبًا مع الرئيس الصيني قائلاً: “أنا متأكد من أنني سأتحدث مع شي، وآمل أن نجد حلاً”، مضيفًا استعداده لزيارة الصين شخصيًا إن لزم الأمر، رغم عدم تحديد موعد لذلك.

وتكشف تصريحات ترامب، بحسب مراقبين، عن حجم الإحباط داخل الإدارة الأميركية من مواقف بكين، ما يُلقي بظلال من الشك على مستقبل الهدنة التجارية، خاصة في ظل تصاعد التوتر في ملفات التكنولوجيا، التأشيرات، والمعادن النادرة، وغياب أي إطار زمني واضح للاتصالات المباشرة بين الزعيمين.

زر الذهاب إلى الأعلى