تصعيد إسرائيلي مكثف على غزة: 60 شهيداً وإنذارات بعملية برية وشيكة

كثّف الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء قصفه الجوي والبري على مدينة غزة، بالتزامن مع نسف مبانٍ سكنية شمالي المدينة، موجهاً إنذارات إلى سكان منطقتي ميناء غزة وحي الرمال. وقد أسفر هذا التصعيد عن استشهاد 60 فلسطينياً منذ فجر الاثنين، وفق ما وثقته مستشفيات القطاع.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن المدينة تتعرض لقصف عنيف وأن أعداد الشهداء والمصابين في تزايد مستمر. وأضاف أن استهداف طائرات الاحتلال مربعاً سكنياً قرب ساحة الشوا فجراً أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض، واصفاً ما جرى بأنه “مجزرة كبيرة”.
في الأثناء، أشارت صحيفة يسرائيل هيوم إلى أن أصوات الانفجارات العنيفة في غزة وصلت إلى تل أبيب. بينما نقلت هآرتس عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية برية وشيكة، فيما ذكرت القناة 12 أن رئيس الأركان إيال زامير عقد اجتماعاً نهائياً قبيل انطلاقها.
وكان زامير قد شدد في كلمة له أمس الاثنين على أن قواته ماضية في تكثيف العمليات ضمن المرحلة الثانية من خطة “عربات جدعون”، متوعداً بملاحقة مقاتلي حماس “في كل مكان وزمان”.
من جانبها، أوضحت القناة 12 أن الهدف من تكثيف القصف هو دفع السكان إلى الإخلاء، في ظل “عدم رضا القيادة الإسرائيلية عن وتيرة النزوح الحالية”. وأضافت أن سلاح الجو يشن غارات مكثفة مرشحة للتصاعد خلال الأيام المقبلة، في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض.
كما أكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال تستخدم عربات مفخخة لنسف منازل شمال غربي غزة، في حين قدّرت القناة 12 عدد النازحين حتى الآن بنحو 320 ألفاً، معتبرة ذلك تمهيداً للعملية البرية التي يُتوقع أن تستمر حتى نهاية العام الجاري.
في المقابل، حذر مسؤولون إسرائيليون سابقون من مخاطر هذا الخيار، إذ اعتبر الجنرال المتقاعد يسرائيل زئيف أن احتلال غزة سيؤدي إلى سقوط الأسرى وقتل أعداد كبيرة من الجنود، مؤكداً أن الحرب ستأخذ منحى استنزافياً كلما طال أمدها.
أما على الصعيد الدولي، فقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعم إدارة الرئيس دونالد ترامب للعملية البرية، شرط تنفيذها بسرعة وإنهائها في أقرب وقت.
ميدانياً، واصلت الطائرات الإسرائيلية استهداف الأبراج والمباني السكنية، حيث قصفت برج الغِفَري وسط مدينة غزة ودمرته بالكامل بعد إنذار سكانه بالإخلاء، كما طالت الغارات منازل في حي الدرج ومنطقة الرمال، إضافة إلى استهداف شقة سكنية في دير البلح أسفر عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين.
ووفق مصادر طبية، بلغ عدد الشهداء منذ فجر الاثنين 60، بينهم عشرة من طالبي المساعدات في وسط وجنوب القطاع، بينما انتشلت فرق الهلال الأحمر جثامين أربعة شهداء آخرين من تحت أنقاض منزل غربي غزة. كما أعلن الدفاع المدني إصابة سبعة أشخاص، معظمهم أطفال ونساء، في قصف على منطقة الشاطئ الشمالي، وُصفت حالة بعضهم بالخطرة.
في المقابل، أعلنت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – أنها تمكنت أمس من السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية في أجواء خان يونس، كما نشرت مشاهد لاستهداف آليات عسكرية ودبابة إسرائيلية بعبوة ناسفة شرقي غزة. وأظهرت المقاطع عملية رصد دقيقة للآليات العسكرية، تلاها إطلاق قذائف هاون على تجمعاتها في محيط تل المنطار بحي الشجاعية.