تصعيد أميركي جديد قبالة سواحل فنزويلا وسط اتهامات بخرق القانون الدولي

نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي أن الجيش الأميركي نفذ ضربة جوية جديدة استهدفت سفينة يُشتبه في نقلها شحنات مخدرات قبالة سواحل فنزويلا، مؤكداً العثور على ناجين من طاقمها عقب الهجوم الذي وقع أمس الخميس.
وبحسب الوكالة، تأتي هذه العملية في سياق سلسلة من الضربات الأميركية ضد زوارق يُعتقد أنها تهرب المخدرات في البحر الكاريبي، والتي أسفرت في وقت سابق عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصاً، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط القانونية والسياسية الأميركية بشأن مدى توافق هذه العمليات مع القوانين الدولية المنظمة للحرب.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة نشرت منظومات أسلحة متطورة في منطقة البحر الكاريبي وفي الأجواء شمال فنزويلا، مشيرةً إلى أن وزارة الدفاع الأميركية دفعت بوحدات من قوات العمليات الخاصة، من بينها فوج الطيران السري رقم 160، المعروف بمشاركته في عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وأوضحت الصحيفة أن هذه القوات تنفذ مهام استطلاع وتدريب وطلعات ميدانية باستخدام مروحيات هجومية ونقل ثقيلة، فيما أظهر تحليل لصحيفة واشنطن بوست أن طلعات جوية أميركية نُفذت مؤخراً في المياه الكاريبية على بعد نحو 140 كيلومتراً من السواحل الفنزويلية، يُعتقد أنها جزء من تدريبات تمهيدية لتوسيع نطاق العمليات ضد شبكات تهريب المخدرات، وربما لتنفيذ مهام داخل الأراضي الفنزويلية.
تصعيد في “حرب المخدرات”
وتؤكد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن واشنطن تخوض “حرباً ضد الإرهاب المرتبط بالمخدرات” القادم من فنزويلا، معتبرةً أن الضربات العسكرية مشروعة وضرورية في ظل فشل الوسائل التقليدية في الحد من تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، أعلن ترامب أنه منح وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) تفويضاً بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، ما عزز التكهنات في كراكاس بأن واشنطن تسعى لإسقاط حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
ردود فنزويلية غاضبة
وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، دعا السفير الفنزويلي لدى الأمم المتحدة صمويل مونكادا إلى إدانة الضربات الأميركية التي وصفها بأنها “غير قانونية”، متهماً واشنطن بقتل ما لا يقل عن 27 مدنياً في “قوارب تجارية كانت تعبر المياه الدولية”، ومطالباً المجتمع الدولي بدعم سيادة بلاده.
أما الرئيس نيكولاس مادورو، فندد بشدة بتصريحات ترامب، قائلاً إن “الإدارة الأميركية أقرت علناً بأنها تأمر وكالة الاستخبارات المركزية بقتل وإسقاط وتدمير الدول”، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات الدولية.
وفي المقابل، نفت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز صحة تقارير إعلامية أميركية تحدثت عن مفاوضات سرية بينها وبين واشنطن تهدف إلى إقصاء مادورو مقابل بقائها وشقيقها في السلطة.
وقالت رودريغيز عبر تطبيق “تلغرام”: “هذا كذب! إنها حملة جديدة ضمن الحرب النفسية ضد الشعب الفنزويلي”، مؤكدة أن “الثورة البوليفارية موحدة قيادةً وشعباً خلف الرئيس مادورو”، وأرفقت منشورها بصورة لها بجانبه معلقةً: “معاً، متحدون مع الرئيس مادورو”.
وبينما تتصاعد وتيرة التوتر بين واشنطن وكراكاس، يرى مراقبون أن نشر القوات الأميركية في البحر الكاريبي يمثل مرحلة جديدة من الضغط العسكري والسياسي على فنزويلا، في وقت تتزايد فيه المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة بين البلدين.