تسلا تدشن أعمالها في السعودية ضمن خطة المملكة لتوسيع اعتماد السيارات الكهربائية

أطلقت شركة تسلا الأميركية رسمياً عملياتها في المملكة العربية السعودية يوم الخميس، في خطوة تمثل فصلاً جديداً في مسيرة توسع الشركة عالمياً، وتتقاطع مع جهود الرياض لتسريع التحول نحو استخدام السيارات الكهربائية على نطاق واسع.
انطلاقة رسمية بحضور “سايبرتراك” و”موديل واي”
شهد حفل التدشين في العاصمة السعودية عرضاً مميزاً لطرازي “سايبرتراك” و”موديل واي” المعاد تصميمه، وسط أجواء حيوية تزينها أشجار النخيل. وتفاعل الحضور مع العرض الترويجي الذي أُقيم في الهواء الطلق، حيث ظهرت “سايبرتراك” في مقطع فيديو تجوب الصحراء مخلفة أعمدة من الرمال، في مشهد يعكس قدرات السيارة الفريدة وتكيفها مع البيئة السعودية.
أول صالة عرض ومركز خدمة في الرياض
افتتحت تسلا أول صالة عرض ومركز خدمة لها في العاصمة الرياض، ما يمهد لدخولها الرسمي إلى السوق السعودي بعد سنوات من الترقب. وتوفر الصالة طرازات متنوعة من سيارات تسلا، أبرزها “موديل 3″، “موديل واي”، وشاحنة “سايبرتراك”، مع خطط لإطلاق متاجر مؤقتة في كل من جدة والدمام خلال الفترة المقبلة.
تسلا تواجه تحديات عالمية
تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه تسلا لتعزيز قاعدة عملائها عالمياً، خاصة بعد تراجع مبيعاتها بنسبة 13% خلال الربع الأول من العام، وهو أسوأ أداء ربع سنوي للشركة منذ نحو ثلاث سنوات. ويُعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها ردود الفعل السلبية تجاه مواقف إيلون ماسك السياسية، واشتداد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، فضلاً عن قدم بعض طرازات الشركة.
السعودية تدفع باتجاه النقل المستدام
تسعى المملكة، التي تُعد من المستثمرين الرئيسيين في شركة “لوسيد” المنافسة لتسلا، إلى رفع نسبة استخدام السيارات الكهربائية إلى 30% بحلول عام 2030، مقارنة بنحو 1% فقط في عام 2023. وتندرج هذه الخطة ضمن رؤية السعودية للتحول نحو اقتصاد أكثر استدامة.
وفي هذا السياق، أُسست “شركة البنية التحتية للمركبات الكهربائية” بهدف زيادة عدد محطات الشحن إلى 5000 محطة بحلول عام 2030، مقارنة بـ101 محطة فقط في عام 2024، وفق بيانات من منصة “ستاتيستا” المعتمدة على موقع “إلكترومابس” المتخصص برصد مواقع الشحن.
منافسة محتدمة في السوق المحلي
لا تخوض تسلا هذه التجربة بمفردها، إذ سبقتها شركات صينية مثل “بي واي دي” و”زيكر”، إلى جانب “لوسيد” التي تحظى بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وقد أنشأت هذه الشركات بالفعل حضوراً لافتاً داخل السوق السعودي.
مستقبل واعد للسيارات الكهربائية في المملكة
مع توسع البنية التحتية وزيادة الاستثمارات الحكومية والخاصة، تبدو المملكة على أعتاب تحول جذري في قطاع النقل، تسعى من خلاله إلى تقليل الانبعاثات وتحقيق أهدافها الطموحة في مجال الاستدامة والطاقة النظيفة.