اقتصاد

تراجع حاد في أرباح “بي واي دي” يضغط على أسهمها وسط حرب الأسعار في سوق السيارات الكهربائية

تراجعت أسهم شركة “بي واي دي” الصينية للسيارات الكهربائية بما يصل إلى 8% في بورصة هونغ كونغ اليوم الاثنين، عقب إعلانها عن انخفاض كبير في أرباحها الصافية، نتيجة اشتداد حرب الأسعار في السوق الصينية.

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، سجلت الشركة أرباحًا صافية بلغت 6.4 مليارات يوان (900 مليون دولار) خلال الفترة بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، بتراجع نسبته 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

منافسة محتدمة وضغوط حكومية

تتمركز “بي واي دي”، ومقرها مدينة شينجن، في سوق يشهد ازدحامًا متزايدًا مع دخول منافسين محليين مثل نيو وإكس بنغ، إلى جانب الأميركية تسلا، حيث لجأت جميعها إلى تخفيض الأسعار لتعزيز المبيعات.

وأشارت الشركة في إفصاحها المالي إلى أن المنافسة وصلت إلى “ذروة الحمى”، محذرة من أن الممارسات غير السليمة مثل الإفراط في التسويق، أسهمت في إرباك السوق.

وأوضحت “بي بي سي” أن العديد من الشركات تدعم وكلاءها بعروض تمويلية تشمل قروضًا بلا فوائد، إلى جانب خصومات واسعة، ما دفع الحكومة الصينية إلى تحذير المصنعين من هذه السياسات حفاظًا على استقرار الاقتصاد المحلي.

وتشير التقديرات إلى أن متوسط أسعار السيارات في الصين انخفض بنحو 19% خلال العامين الماضيين ليستقر عند حوالي 165 ألف يوان (23,100 دولار).

مبيعات قوية دون التوقعات

رغم تحقيق “بي واي دي” مبيعات معتبرة في الأسواق العالمية، فإن نتائجها جاءت أقل من تقديرات المحللين الذين توقعوا زيادة طفيفة في الأرباح. وكانت الشركة قد وضعت هدفًا ببيع 5.5 ملايين سيارة هذا العام، لكنها لم تتمكن حتى نهاية يوليو/تموز من بيع سوى 2.49 مليون وحدة.

وقالت الخبيرة لورا وو، أستاذة السياسة الصناعية بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، إن أداء الشركة كان “مفاجئًا”، مضيفة أن هبوط السهم يعكس خيبة أمل المستثمرين. وأكدت أن جهود بكين لوقف حرب الأسعار ستكون صعبة، نظرًا إلى العدد الكبير من الشركات التي دخلت القطاع بدعم السياسات السابقة.

رؤية استثمارية مختلفة

في المقابل، ترى جوديث ماكينزي، رئيسة شركة “داونينغ فند مانجرز” للاستثمار، أن نتائج “بي واي دي” لا ينبغي النظر إليها بسلبية مطلقة، قائلة: “لقد حققت الشركة نموًا صاروخيًا خلال الفترة الماضية، ومن الطبيعي أن تواجه بعض التحديات المرحلية”.

يُذكر أن “بي واي دي” أصبحت العام الماضي أكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم من حيث الإيرادات، متجاوزة “تسلا”، بفضل الشعبية الواسعة لسياراتها الهجينة في الصين وأسواق آسيا وأوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى