تداعيات فوز ترامب: التعريفات الجمركية تهدد الاقتصاد العالمي وتضع بريطانيا في مأزق


حذرت صحيفة “تايمز” البريطانية في تقرير نشرته من تداعيات فوز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، حيث من المتوقع أن تتعرض الشركات المصدرة للسوق الأميركية لخسائر كبيرة. وأوضح التقرير الذي كتبه تيم والاس، نائب محرر الشؤون الاقتصادية، أن ترامب يعتزم فرض تعريفات جمركية شاملة على واردات جميع الدول التي تتعامل مع الولايات المتحدة، بما فيها بريطانيا والاتحاد الأوروبي والصين.
وكان ترامب قد صرح قائلاً: “أجمل كلمة في القاموس هي التعريفة الجمركية، إنها أجمل من الحب وأي شيء آخر”، مما يوضح تأييده الكبير لهذه السياسة.
وأشار التقرير إلى أن ترامب يخطط لفرض ضرائب جديدة على التجارة، دون الكشف عن تفاصيل دقيقة، ولكن من المحتمل أن تصل التعريفات إلى 10% أو 20% على جميع الواردات، وربما تصل إلى 60% على الواردات الصينية.
وأوضح الكاتب أن هذه السياسات قد تترك آثارًا سلبية خطيرة على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الاقتصاد البريطاني. فالولايات المتحدة تمثل 17.7% من التجارة الدولية لبريطانيا، حيث بلغت قيمة الصادرات البريطانية إلى السوق الأميركية 192 مليار دولار خلال العام الماضي، في حين بلغت الواردات 117.2 مليار دولار.
وتتوزع معظم الصادرات البريطانية إلى الولايات المتحدة على شكل خدمات، تشمل التكنولوجيا والخدمات المصرفية والاستشارات والسياحة، مما قد يجعلها في مأمن نسبي من تأثيرات التعريفات، كون ترامب يركز بشكل أكبر على السلع المصنعة.
ومع ذلك، فإن الشركات البريطانية الكبرى التي تصدر سلعها إلى الولايات المتحدة مثل المنتجات الطبية والصيدلانية والسيارات قد تواجه ضغوطاً كبيرة. إذ بلغت قيمة صادرات الأدوية البريطانية نحو 8.4 مليار دولار والسيارات 7.1 مليار دولار خلال العام الماضي.
ووفقًا للخبير أحمد كايا من المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية، فإن التأثير يعتمد على ردود فعل الدول الأخرى. فإذا فرضت الدول تعريفات جمركية مضادة، فقد يؤدي ذلك إلى تباطؤ التجارة العالمية، وتراجع في النمو الاقتصادي، حيث يتوقع أن ينخفض الاقتصاد الأميركي بنسبة 3.5% والصيني بنسبة 2.1% بعد 4 سنوات من الحرب التجارية، مما سيؤثر سلباً على الاقتصاد البريطاني.
وبحسب الكاتب، فإن فوز ترامب وفرضه تعريفات شاملة قد يقلص النمو الاقتصادي البريطاني إلى 0.4% فقط، مما يعني تدمير ثلثي إمكانات النمو. كما أن الحرب التجارية قد تؤدي إلى تضخم يصل إلى 4.5%، مما ينعكس سلباً على تكاليف المعيشة.
وأوضح كايا أن تباطؤ التجارة العالمية قد يؤثر أيضًا على أسعار الفائدة بفعل التضخم المتصاعد، مما سيزيد من صعوبة التحكم في الأوضاع الاقتصادية.
وفيما لو اختار ترامب تعريفات انتقائية، فإن بريطانيا قد تواجه خطر الاستهداف نظرًا للخلافات القائمة بين إدارة ترامب والحكومة البريطانية. وعلى عكس الاتحاد الأوروبي الذي عزز دفاعاته التجارية مؤخرًا، قد تجد بريطانيا صعوبة في الرد على مثل هذه السياسات.
ومن المتوقع أن تؤدي الحرب التجارية إلى تحولات جيوسياسية قد تدفع بريطانيا نحو تعزيز علاقاتها مع الصين، حيث قد تتأثر صادرات الولايات المتحدة حول العالم، وتكتسب الصين نفوذاً أكبر في الاقتصاد العالمي.
وتوقع محللون في بنك مورغان ستانلي أن تؤدي هذه السياسة إلى تقويض تحالفات الولايات المتحدة مع عدد من حلفائها الرئيسيين مثل أستراليا واليابان والهند وأعضاء حلف الناتو، ما سيضع الحكومة البريطانية أمام تحديات اقتصادية ضخمة وتغيير جذري في علاقاتها الدولية.