تحذير طبي في المملكة المتحدة: القرح الفموية المستمرة قد تشير إلى سرطان الفم

حذر أطباء في مستشفى يورك بالمملكة المتحدة من أن القرح الفموية التي لا تزول قد تكون مؤشرًا خطيرًا على الإصابة بسرطان الفم، الأمر الذي قد يتطلب تدخلًا جراحيًا معقدًا في المراحل المتقدمة من المرض.
وأشار تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” إلى تسجيل حالات عديدة لمرضى تم تشخيصهم بسرطان الخلايا الحرشفية، وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطانات الفم. وغالبًا ما يبدأ هذا السرطان بظهور قرحة بسيطة تحت اللسان أو داخل الفم، ما يبرز أهمية متابعة أي تغيرات غير طبيعية في الفم وعدم تجاهلها.
ويشكل سرطان الخلايا الحرشفية نحو 90% من حالات سرطان الفم، وينشأ في الخلايا المسطحة التي تغطي سطح الفم. ويبدأ عادة كقرحة أو بقعة حمراء أو بيضاء لا تختفي مع مرور الوقت. وقد يصاحب المرض أعراض أخرى تشمل تورمات في الشفتين أو داخل الفم، صعوبة في البلع، تغيرات في الصوت، وألمًا حادًا أثناء التثاؤب أو تناول الطعام.
ويُعد الكشف المبكر عن سرطان الفم عاملاً حاسمًا في زيادة فرص الشفاء، حيث تشير الدراسات إلى أن 99% من المرضى الذين يتم تشخيصهم في المراحل المبكرة يظلون على قيد الحياة لمدة خمس سنوات على الأقل. في المقابل، تنخفض هذه النسبة إلى حوالي 50% إذا تم اكتشاف المرض في مراحل متقدمة بعد انتشاره داخل الفم أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وفي الحالات المتقدمة، قد تستدعي عملية العلاج إجراء جراحة متقدمة تعرف بجراحة الطعم الحر (Free Flap Surgery)، التي تتضمن إزالة الجزء المصاب من اللسان أو الفم وزراعة جزء من الجلد والأنسجة من منطقة أخرى في الجسم، مثل الذراع، لتعويض النقص. وتتميز هذه التقنية بنقل الأنسجة مع الأوعية الدموية المصاحبة لها لضمان تدفق الدم إلى المنطقة المزروعة، مما يعزز تعافي المنطقة المتضررة ويساعد على استعادة وظائف الفم مثل التحدث وتناول الطعام بشكل طبيعي.