اقتصاد

بورصة لندن تواجه أسوأ عام منذ 2009 مع نزوح الشركات نحو نيويورك

تواجه بورصة لندن عام 2024 تحديات غير مسبوقة، مع تسجيلها أسوأ أداء منذ الأزمة المالية لعام 2009. شهدت البورصة انسحاب 88 شركة، مقارنةً بإدراج 18 شركة جديدة فقط، وسط مخاوف متزايدة من انتقال مزيد من الشركات المدرجة ضمن مؤشر “فوتسي 100” الرئيسي إلى بورصة نيويورك.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، يعد هذا أكبر عدد من الشركات المغادرة منذ عام 2009، بينما وصلت إدراجات الشركات الجديدة إلى أدنى مستوى خلال 15 عامًا. ورغم جهود الحكومة البريطانية والهيئات التنظيمية لتعزيز جاذبية السوق من خلال إصلاح قواعدها، إلا أن هذه المبادرات لم تكن كافية لكبح نزيف الشركات.

شركات كبرى تغادر لندن
من بين الشركات التي قررت نقل إدراجها، شركة “أشتيد” لتأجير المعدات، والتي تُقدّر قيمتها بـ 23 مليار جنيه إسترليني (29 مليار دولار). وتنضم “أشتيد” إلى 6 شركات أخرى من مؤشر “فوتسي 100” اختارت الإدراج في بورصات أخرى منذ عام 2020. وقد بلغت القيمة السوقية المجمعة لهذه الشركات نحو 280 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل 14% من القيمة الإجمالية للمؤشر.

تشمل الشركات المغادرة أيضًا “فلوتر”، بقيمة 39 مليار جنيه إسترليني، ومجموعة “سي آر إتش” لمواد البناء بقيمة 55 مليار جنيه إسترليني، حيث نقلت كلتاهما إدراجهما إلى نيويورك في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة.

أسباب الانتقال
تُرجع الشركات قرار الانتقال إلى عدة عوامل، أبرزها:

  • الوصول إلى قاعدة أوسع من المستثمرين.
  • تحسين السيولة في أسهمها.
  • النمو الكبير لعملياتها في الولايات المتحدة.

فعلى سبيل المثال، تحقق شركة “أشتيد” 98% من أرباحها التشغيلية في الولايات المتحدة، بينما تحصل مجموعة “فيرغوسون” -التي انتقلت إدراجها إلى نيويورك عام 2022- على 99% من إيراداتها من السوق الأميركية.

فجوة التقييم بين الأسواق
يشير تقرير فايننشال تايمز إلى أن الفجوة بين التقييمات في بورصة لندن ونظيراتها الأميركية تُعد أحد العوامل الرئيسية وراء موجة المغادرة. فبينما حقق مؤشر “فوتسي 100” نموًا بنسبة 8% هذا العام، ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” الأميركي بنسبة 27%، مدفوعًا بأداء قوي لأسهم التكنولوجيا الكبرى.

نظرة إلى المستقبل
توقع بنك “غولدمان ساكس” أن مزيدًا من الشركات البريطانية ستنقل إدراجها إلى الولايات المتحدة، مع استمرار فجوة التقييمات بين السوقين. ورغم جهود حكومة بريطانيا وبورصة لندن لإصلاح القواعد وتنشيط السوق، إلا أن تأثير هذه الإصلاحات لم يتجسد بعد.

من جهة أخرى، يأمل مستشارو البورصة في تغيير هذا الاتجاه إذا ما قررت شركات كبرى مثل “شين” الصينية المضي قدمًا في خططها للإدراج في لندن. لكن على المدى القريب، يُتوقع استمرار الضغط على بورصة لندن، في ظل اتجاه الشركات للبحث عن فرص أفضل في الأسواق الأميركية.

زر الذهاب إلى الأعلى