برور المختار ليس بتسمية القاعات… بل بالاقتداء بسيرته! محمد الكوري ولد العربي – كاتب وسياسي

يبدو لي أن من أطلق اسم الرئيس الأسبق المختار ولد داداه، رحمه الله وطيّب ثراه، على قصر المؤتمرات القديم، لو خيروه في مرقده بين هذا التكريم الشكلي وبين إحياء سيرته في النزاهة والاستقامة ونظافة اليد من المال العام، لاختار دون تردّد أن يُعفى من التسمية وأن يُكرَّم باتباع نهجه في الأمانة والإخلاص وإدارة الشأن العام بمسؤولية.
فلا برور حقيقي للمختار بكتابة اسمه على لافتة معلقة فوق جدران قد تأكلها رطوبة الأطلسي عاجلاً أم آجلاً، فيما تتواصل مظاهر النهب الممنهج لثروات هذا الشعب وسرقة مقدراته. إن تكريم الرجل الذي عاش زاهدًا عفيفًا يجب أن يكون بمشروع وطني يُجسد أخلاقه ويخلد مآثره للأجيال.
وهنا أقترح أن تُستحدث جائزة وطنية باسم “جائزة المختار ولد داداه للنزاهة المالية وشفافية التسيير”، تُمنح سنويًا لمن يجسد قيم النزاهة والاستقامة في تدبير الشأن العام، فتكون حافزًا لنشر ثقافة النزاهة ونقل هذه الروح الزهدية إلى الأجيال الصاعدة التي لم تعش زمن المختار، لعلها تجد فيها قدوة في زمن الانفلات القيمي والانقلاب الأخلاقي الذي بدأ مع سقوط نظامه النزيه.
إن أكبر تكريم لرجل بحجم المختار ليس الأسماء واللافتات، بل تحويل مناقبه إلى ثقافة حية وقيم مجتمعية سامية.