برشلونة يعود إلى الربحية في موسم 2024-2025 رغم تناقضات مالية بارزة

بعد تسجيل خسائر قاربت 91 مليون يورو في الموسم السابق، عاد نادي برشلونة لتحقيق أرباح خلال السنة المالية 2024-2025، وفقًا لما أعلنه رئيس النادي، خوان لابورتا، أمام مجلس شيوخ “البلوغرانا”. غير أن هذا التحسن الظاهري يخفي وراءه واقعًا أكثر تعقيدًا.
وبحسب ما أوردته صحيفة موندو ديبورتيفو، فقد بلغ صافي أرباح النادي الكتالوني نحو 5 ملايين يورو، في حين سجلت الإيرادات قفزة كبيرة وصلت إلى 950 مليون يورو، أي بزيادة قدرها 62 مليون يورو عن التقديرات الأولية للنادي حتى نهاية عام 2024.
مصادر الإيرادات: الأداء الرياضي يعزز المداخيل
ساهمت عدة قطاعات في هذا الأداء المالي الإيجابي. فقد أضافت مبيعات التذاكر 44 مليون يورو إلى خزينة النادي، رغم تأجيل العودة المرتقبة إلى ملعب “كامب نو” التي كانت مقررة منتصف الموسم. كما ساهمت المشاركة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا -بنسخته الجديدة- في رفع عائدات البث التلفزيوني.
ومن أبرز عناصر الانتعاش المالي إعادة التفاوض الناجحة مع شركة “نايكي”، الشريك الرسمي للمعدات الرياضية، حيث ساهمت هذه الخطوة في رفع إيرادات الرعاية إلى 260 مليون يورو. كما شهدت المبيعات عبر الإنترنت نموًا ملحوظًا، إذ ارتفعت من 107 ملايين يورو إلى أكثر من 140 مليون يورو خلال الفترة ذاتها.
المفارقة: النجاح في الملعب يكلّف مالياً
رغم هذه المؤشرات الإيجابية، أشار لابورتا إلى أن نجاح الفريق الرياضي تسبب في مصاريف غير متوقعة، حيث بلغت مكافآت الأداء للاعبين نحو 62 مليون يورو، وهي بنود لم تكن مدرجة بشكل دقيق في الميزانية الأصلية.
وأوضح أن هذه المكافآت كشفت عن معضلة مالية تواجه أندية النخبة في العصر الحديث، فكلما زادت النجاحات داخل الملعب، ارتفعت التكاليف، ما يؤدي إلى تآكل هوامش الربح. وأكد أن أرباح النادي كانت ستكون أعلى بكثير لولا هذه المصاريف الاستثنائية.
خسارة كأس العالم للأندية وجولة التعويض
أشار لابورتا كذلك إلى أن غياب الفريق عن كأس العالم للأندية كلّف النادي خسارة مباشرة بقيمة 50 مليون يورو، وهو عجز تسعى الإدارة لتعويضه من خلال جولة استعدادية في آسيا قبل انطلاق الموسم الجديد.
نظرة إلى المستقبل: انتعاش تدريجي
ورغم أن برشلونة تمكن من العودة إلى الربحية، إلا أن الأرقام لا تزال بعيدة عن المستوى الذي تحقق في موسم 2022-2023، حيث سجّل النادي أرباحًا بلغت 300 مليون يورو بعد تفعيل إجراءات مالية استثنائية آنذاك.
ومع ذلك، رحّب مجلس شيوخ “البلوغرانا” بهذه النتائج، معتبرا أنها تمثل خطوة واضحة في مسار التعافي المالي التدريجي، وتعكس صحة السياسات المعتمدة في إدارة النادي.
إنجازات رياضية تاريخية بقيادة فليك
وعلى الصعيد الرياضي، قاد المدرب الألماني هانسي فليك الفريق لتحقيق ثلاثية محلية تاريخية، إذ توج بلقب الدوري الإسباني، وكأس الملك، وكأس السوبر الإسباني. كما نجح في إيصال الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ ستة أعوام، في إنجاز يعزز موقع النادي بين نخبة أوروبا، رغم التحديات المالية المعقدة.