
احتضنت جامعة آنتا جوب بالعاصمة السنغالية دكار مناقشة أطروحة دكتوراه متميزة في مجال الهندسة المالية والاقتصادية، قدّمها الدكتور أحمدو ولد أبوه، وهو أحد الكفاءات الموريتانية العاملة بوزارة الشؤون الاقتصادية وترقية القطاعات الإنتاجية. وجرت المناقشة أمام لجنة علمية مرموقة ترأسها عميد كلية الاقتصاد والتسيير.
الأطروحة، التي حملت عنوان: “السياسات الميزانية والنقدية والاستقرار في وجه الصدمات الخارجية: دراسة حالة الاقتصاد الموريتاني”، تميزت بجديتها وأصالتها، حيث استعان الباحث بمنهجيات متقدمة في الإحصاء، والرياضيات التطبيقية، وعلوم البيانات، إلى جانب نظريات اقتصادية معاصرة.
وللمرة الأولى على المستوى الأكاديمي الوطني، اعتمد الباحث على نموذج الانحدار الذاتي المتجه (VAR) لتحليل ديناميكيات الاقتصاد الموريتاني خلال الفترة الممتدة من 1994 إلى 2022. ويعد هذا النموذج من الأدوات التحليلية المتطورة في الاقتصاد الكلي، إذ يُمكن من دراسة الترابطات بين المتغيرات الاقتصادية عبر الزمن، ما يوفر رؤية دقيقة تساعد في رسم السياسات العامة.
وقد حازت الأطروحة على تقدير “مشرف جدًا”، لما تضمنته من إبداع علمي، وتوظيف رصين للأدوات الكمية، ومساهمة فعلية في إثراء البحث الاقتصادي حول موريتانيا.
حضر المناقشة عدد من الشخصيات الرسمية، من أبرزهم سعادة محمد ولد ختار، القائم بالأعمال بالسفارة الموريتانية في دكار، في إشارة واضحة إلى دعم الدولة للكفاءات البحثية الوطنية وحرصها على تمثيل علمي مشرف في المحافل الدولية.
تؤكد هذه الأطروحة على ما تمتلكه موريتانيا من كفاءات علمية قادرة على توظيف مناهج حديثة لمعالجة التحديات الاقتصادية الكبرى. كما تُبرز أهمية دمج هذه الخبرات في صلب عملية صنع القرار، بما يعزز مرونة السياسات الاقتصادية في وجه الصدمات الخارجية، ويسهم في تحقيق استقرار مالي ونقدي طويل الأمد.