الولايات المتحدة تعمل على هدنة إنسانية في السودان ورحيل ترامب يفتح أفق السلام

أكد مستشار للرئيس الأميركي أن واشنطن شرعت في خطوات عملية لإرساء هدنة إنسانية في السودان، في وقت رحب فيه كل من مجلس السيادة وقوات الدعم السريع بتصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب حول إنهاء الصراع في البلاد.
وقال كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، إن إدارة ترامب التزمت بالعمل على إنهاء الصراع في السودان بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين، مشيرًا إلى أن الهدف يتمثل في وقف تدفق الأسلحة من الخارج وتهيئة الظروف لإرساء هدنة إنسانية.
وأشار بولس إلى أن الولايات المتحدة تعمل على الحد من تصعيد النزاع وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، وذلك في إطار جهود مشتركة مع المملكة العربية السعودية ودول أخرى.
وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق أنه سيشرع في تحرك لإيقاف الحرب في السودان بعد توصية من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال لقائهما في البيت الأبيض، مؤكداً أن الوضع الإنساني في السودان أصبح “الأكثر عنفًا على وجه الأرض”، وأن هناك حاجة ماسة للطعام والأدوية والخدمات الأساسية.
ترحيب رسمي سوداني بالجهود الأميركية والسعودية
رحب مجلس السيادة السوداني بتصريحات ترامب، معتبرًا أن الجهود السعودية والأميركية تمثل خطوة مهمة نحو إحلال السلام العادل والمنصف في البلاد. وأكدت الحكومة استعدادها للانخراط الجاد في أي خطوات تدفع نحو الاستقرار وتحقيق الأمن والخدمات الأساسية.
بدوره، شدد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس على استعداد حكومته التام للتعاون مع الجهود الدولية من أجل إحلال السلام وتحقيق رفاهية الشعب السوداني، معبرًا عن شكره للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لدورهما المستمر منذ اندلاع النزاع.
الدعم السريع يرحب بالمساعي ويشدد على معالجة جذور الأزمة
أعرب الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، عن ترحيبه بتصريحات ترامب حول السلام، مؤكداً أن الصراع دفع بالملايين إلى النزوح واللجوء وخلق أزمة إنسانية واسعة. لكنه شدد على أن أي عملية سلام يجب أن تعالج جذور الأزمة السودانية، وتؤسس لدولة مبنية على حقوق المواطنة والعدالة والمساواة، مع جيش مهني قادر على حماية حدود البلاد بعيدًا عن الهيمنة السياسية.
التطورات الميدانية في شمال كردفان
ميدانيًا، أسقطت الدفاعات الجوية السودانية طائرة مسيرة في سماء مدينة الأُبَيِّض بولاية شمال كردفان، في حين تواصل القوات الحكومية تقدمها على محاور القتال، مستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية مثل أبو قعود وجبل أبو سنون.
وتشهد ولايات إقليم كردفان منذ أيام اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين. وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم ولايات دارفور الخمس، بينما يسيطر الجيش على معظم مناطق الولايات الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.









