المخدرات: خطر يهدد الشباب والشعوب – ودور رائد للمنظمات في التصدي له

تحت شعار: “لا للمخدرات، مكافحة المخدرات واجب وطني”، نظمت جمعية محاربة المخدرات والحرابة نشاطًا توعويًا مميزًا في نواكشوط الجنوبية، في قاعة “المجتمع المدني” ببلدية عرفات يوم الخميس 15 مايو 2025. هذا النشاط يأتي في وقتٍ أصبحت فيه المخدرات من أخطر التحديات التي تهدد مستقبل الشباب ونهضة الأمم واستقرار المجتمعات.
المخدرات… سُمّ العصر الذي يتسلل إلى العقول
لم تعد المخدرات مجرد ظاهرة هامشية، بل غدت وباءً ينهش في جسد المجتمعات، يستهدف بشكل خاص فئة الشباب الذين يُفترض أن يكونوا عماد الأمة وقادتها في الغد. تبدأ القصة غالبًا بفضول بريء أو ضغطٍ من الأقران، لتنتهي في دوامة من الإدمان والتدمير الذاتي والاجتماعي.
تأثيرها لا يقتصر على الفرد فقط، بل يمتد ليضرب الأمن القومي، ويُضعف الإنتاجية، ويزيد من نسب الجريمة والانحراف، مما يجعل من مكافحة هذه الآفة مسؤولية جماعية وواجبًا وطنيًا.

دور المنظمة… استجابة مجتمعية واعية
إدراكًا منها لحجم الخطر، بادرت جمعية محاربة المخدرات والحرابة إلى تنظيم هذا النشاط الذي استهدف المجتمع المدرسي بالدرجة الأولى، لما له من دور محوري في بناء الوعي منذ الصغر. حيث ركزت الحملة على التوعية بمخاطر المخدرات، وطرق الوقاية منها، وضرورة إبلاغ الجهات المختصة عند رصد أي حالة ترويج أو تعاطٍ.
وقد حضر النشاط عدد من الشخصيات المؤثرة والأساتذة، الذين ناقشوا الأبعاد النفسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الآفة، مؤكدين أن الوقاية تبدأ من البيت والمدرسة، وأن نشر المعرفة هو السلاح الأنجع في هذه المعركة الصامتة.
المطويات… رسائل صغيرة تحمل أثرًا كبيرًا






من أبرز أدوات النشاط كانت المطويات التوعوية التي وُزعت على الطلاب والحاضرين. هذه الكتيبات الصغيرة، وإن بدت بسيطة في شكلها، إلا أنها ذات أثر بالغ؛ فهي تنقل رسالة قوية بشكل مباشر وموجز، وتحمل في طياتها معلومات ضرورية، ورسائل تحذيرية تُوقظ الوعي، وتدعو للتأمل في العواقب.
المطويات تسهم في إيصال الرسائل إلى البيوت، وتشجع على النقاش المجتمعي حول موضوع كان يُعد من المحرمات في بعض الأوساط، مما يجعلها أداة فعّالة في إشراك الأسرة والمجتمع في جهود التصدي لآفة المخدرات.
ختامًا… المعركة مستمرة
مكافحة المخدرات ليست مجرد حملة مؤقتة، بل هي مسار طويل يتطلب تضافر الجهود بين الدولة، والمجتمع المدني، والمؤسسات التربوية، ووسائل الإعلام. والأنشطة التوعوية، كالنشاط الذي أقامته الجمعية في نواكشوط الجنوبية، تظل من أنجع الوسائل في نشر الوعي وبناء حصانة فكرية لدى الشباب.
فلا نهضة لأمة تنهشها المخدرات، ولا صحة لشعب يستسلم للإدمان. إنها معركة الجميع… فهل نحن مستعدون؟