الشركات الناشئة: من الأفكار المجنونة إلى الإخفاقات البارزة


يضم قطاع الشركات الناشئة في عالم التقنية العديد من الأفكار التي اعتُبرت مجنونة، وتوقعت لها الكثير من الإخفاقات. بينما حققت بعض هذه الشركات نجاحًا ملحوظًا وأصبحت رائدة في مجالاتها، هناك جانب آخر للقصة يتضمن شركات تحولت إلى إخفاقات فاضحة.
تتباين أسباب انهيار هذه الشركات، بدءًا من الاحتيال في تأسيسها وحتى الفشل في الوفاء بوعودها. فيما يلي بعض الأمثلة على الشركات التي لم تتمكن من تحقيق ما وعدت به.
شركة “إف تي إكس” (FTX) لتجارة العملات الرقمية
برزت شركة “إف تي إكس” كواحدة من أبرز الشركات في مجال العملات الرقمية، واحتلت مكانة تنافسية قوية إلى جانب شركة “باينانس” (Binance) الصينية. تأسست الشركة في عام 2019 وتخذت من الولايات المتحدة مقرًا لها، مما جعلها محط جذب للمستخدمين الأمريكيين الذين كانوا يتخوفون من التعامل مع تطبيقات صينية.
ومع بداية أزمة “بيتكوين” في نهاية 2021، تدهورت قيمة العملات الرقمية بشكل كبير. فقد وضعت “إف تي إكس” معظم استثماراتها في عملتها الرقمية “إف تي تي” (FTT)، مما أدى إلى خسائر مالية فادحة.
ومع تفشي سوء الإدارة، تم الكشف عن اختلاس مؤسس الشركة، سام بينكمان فرايد، لمبلغ يصل إلى 8 مليارات دولار، مما دفع الحكومة الأمريكية إلى القبض عليه. بعد إدانته، حُكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا. ورغم محاولات الشركة تحسين سمعتها، لم تتمكن من استعادة ثقة المستثمرين، مما أدى إلى إعلان إفلاسها.
هاتف “اسكوبار” الذهبي
في عام 2020، أطلقت شركة كولومبية ناشئة تُدعى “شركة اسكوبار” هاتفًا جديدًا قابلًا للطي أثار ضجة عالمية بفضل اسمه المميز وتغطيته الذهبية. ومع ذلك، كشفت الاختبارات أن الهاتف لم يكن مطليًا بالذهب، بل كان عبارة عن “سامسونغ غالاكسي زي فولد 2” مغطى بطبقة تشبه الذهب.
أثبت مؤسس الشركة، أولوف جوستافسون، عدم مصداقيته عندما ادعى صلة قرابة مع ملك المخدرات الشهير، بابلو اسكوبار. تم القبض على جوستافسون لاحقًا وإدانته بالاحتيال، مما ترك ضحاياه في صراع لاسترداد أموالهم.
دبوس الذكاء الاصطناعي “هيومين إيه آي” (Humane AI)
ظهرت شركة “هيومين” خلال ثورة الذكاء الاصطناعي، مدعية أنها طورت تقنية جديدة تحل محل الهواتف الذكية. ومع ذلك، جاءت أجهزة الشركة بخيبة أمل، حيث لم تؤدِّ حتى نصف الوظائف المعلنة.
تأسست الشركة على يد مديرين سابقين في “آبل” وقدمت نفسها كمنافس قوي، لكنها تواجه الآن صعوبة في جذب مستثمرين جدد لشراء الشركة.
انفجار “غالاكسي نوت 7”
في عام 2016، أصدرت “سامسونغ” هاتف “غالاكسي نوت 7″، الذي لقي استحسانًا كبيرًا حتى بدأت تقارير عن انفجارات مفاجئة للهاتف. أُجبرت الشركة على سحب الهاتف من السوق، مما كبدها خسائر فادحة تجاوزت 14 مليار دولار.
فضيحة “فولكس فاغن” لاختبارات التلوث
في عام 2015، واجهت “فولكس فاغن” فضيحة كبرى بسبب التلاعب في اختبارات التلوث. تم اكتشاف أن الشركة استخدمت نظامًا لتعديل أداء محركات السيارات أثناء اختبارات الانبعاثات. اعترفت الشركة وأطلقت حملة استدعاء واسعة لإصلاح السيارات المتأثرة.
الخلاصة
تمثل هذه الأمثلة واقع الشركات الناشئة في قطاع التقنية، حيث يمكن أن تتحول الأفكار المبتكرة إلى فشل ذريع بسبب سوء الإدارة، انعدام الشفافية، أو استغلال الثقة.