الشخير.. عرض مزعج قد يخفي مشكلات صحية خطيرة

يُنظر إلى الشخير غالبًا على أنه مجرد إزعاج صوتي أثناء النوم، لكنه في الواقع قد يكون مؤشّرًا على اضطرابات صحية أعمق وأكثر خطورة، تتطلب فحصًا دقيقًا وتدخلاً مبكرًا.
ما هو الشخير؟
يحدث الشخير نتيجة اضطراب في تدفق الهواء أثناء النوم، مما يؤدي إلى اهتزاز الأنسجة الرخوة في مجرى التنفس العلوي، وقد تكون أسبابه بسيطة كاحتقان الأنف المؤقت، أو معقّدة كالإصابة بـانقطاع النفس الانسدادي النومي – وهي حالة يتكرر فيها توقف التنفس أثناء النوم.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن هذه الحالة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب، إلى جانب الضعف الإدراكي والإرهاق المزمن، مما يجعل علاج الشخير ضرورة صحية لا ترفًا.
فهم أسباب الشخير.. خطوة أولى للعلاج
التعامل مع الشخير يبدأ بتحديد مصدره، إذ تتعدد أسبابه ما بين تشوهات تشريحية وعوامل تتعلق بأسلوب الحياة. وفيما يلي نظرة تحليلية على أبرز مناطق الجسم المرتبطة بالشخير:
1. الأنف: أول بوابة الهواء
يعد الأنف أحد أكثر الأماكن شيوعًا لبداية المشكلة، حيث تؤدي الحساسية، أو الزوائد الأنفية، أو انحراف الحاجز الأنفي إلى إعاقة التنفس الأنفي، مما يجبر الشخص على التنفس عبر الفم، وهو ما يعزز اضطراب تدفق الهواء.
حلول مقترحة:
- استخدام غسولات وبخاخات أنفية مالحة لإزالة مسببات الحساسية والمخاط.
- استخدام شرائط الأنف أو موسعات فتحات الأنف لتسهيل التنفس.
- تدريب النفس على التنفس الأنفي خلال اليوم لتحسين الأداء الليلي.
2. الفك: الدعم الصامت لمجرى التنفس
انحناء الفك السفلي للخلف – سواء نتيجة وراثية أو إصابة – قد يؤدي إلى سقوط اللسان نحو الخلف أثناء النوم، مما يعيق مجرى الهواء ويزيد من احتمالية الشخير، خاصة عند فتح الفم.
حلول مقترحة:
- النوم على أحد الجانبين لتقليل سقوط اللسان بفعل الجاذبية.
- استخدام أجهزة تقدم الفك السفلي التي تعيد الفك للأمام وتوسّع المجرى الهوائي خلف اللسان.
3. اللسان: العضو المتحرك حتى أثناء النوم
عندما يغوص الشخص في نوم عميق، تسترخي عضلات اللسان، ما قد يسبب تراجعه إلى الخلف وسد مجرى الهواء، خاصة لدى من يعانون من تضخم اللسان أو ضعف عضلاته.
تمارين فعالة:
- الضغط باللسان على سقف الحلق لعدة ثوانٍ.
- مدّ اللسان بأقصى ما يمكن وتحريكه في جميع الاتجاهات.
- هذه التمارين تساعد على تقوية عضلات اللسان وتحسين التحكم به.
4. الحنك الرخو: المتهم الخفي في الشخير
يقع الحنك الرخو خلف الفم، ويتصل باللهاة، ويساهم في التحكم بتدفق الهواء ومنع دخول الطعام إلى الأنف أثناء البلع. ومع الاسترخاء العضلي أثناء النوم، قد يتدلّى الحنك أو يهتز، مما يسبب الشخير الرخو.
تمارين مقترحة:
- الغناء بصوت مرتفع باستخدام كلمات مثل “لا” و”كا”.
- نفخ البالونات لتقوية عضلات الحنك.
- محاكاة المضغ مع الضغط باللسان على سقف الفم.
5. البلعوم: النقطة الأعمق في مجرى الهواء
البلعوم هو قناة عضلية تقع خلف الفم والأنف وتربطهما بالحنجرة والمريء. ولأنه أنبوب قابل للانضغاط، فإن تضخم اللوزتين أو الزوائد الأنفية أو ضعف العضلات مع التقدم في السن قد يؤدي إلى انسداده بسهولة.
حلول ممكنة:
- ممارسة تمارين التنفس وتمارين الحلق الصوتية التي تساعد على تقوية عضلات البلعوم.
- تقليل الدهون حول الرقبة من خلال نمط حياة صحي لتقليل الضغط الخارجي على المجرى التنفسي.
خلاصة: علاج الشخير لتحسين جودة الحياة
الشخير ليس مجرد صوت مزعج، بل قد يكون علامة تحذيرية على وجود خلل في مجرى التنفس أو وظيفة عضلية تحتاج إلى تعديل أو تقوية. ومن خلال فهم مصدر الشخير وتطبيق تقنيات غير جراحية بسيطة، يمكن تحسين نوعية النوم والصحة العامة بشكل كبير.
إذا استمر الشخير رغم المحاولات، يُنصح باستشارة طبيب مختص في اضطرابات النوم للحصول على تقييم دقيق وخطة علاج شاملة.