صحة

السمنة المركزية في الطفولة تزيد من مخاطر أمراض القلب والأيض بحلول سن العاشرة

كشفت دراسة حديثة أن السمنة المركزية، أي تراكم الدهون في منطقة البطن خلال مرحلة الطفولة، قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الأيضية بحلول سن العاشرة. ويُعتبر الكشف المبكر عن زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال خطوة حاسمة للتمكن من اتخاذ إجراءات وقائية تحد من المضاعفات الصحية الخطيرة على المدى الطويل.

أُجريت الدراسة بواسطة فريق من جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، وعُرضت نتائجها في المؤتمر الأوروبي للسمنة الذي عقد في مالقة بإسبانيا خلال الفترة من 11 إلى 14 مايو الجاري، ونُشرت عبر موقع “يوريك أليرت”.

وأوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من زيادة تدريجية في السمنة المركزية منذ الولادة يظهرون مؤشرات مبكرة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأيضية عند بلوغهم سن العاشرة، تشمل ارتفاع ضغط الدم، ومستويات مرتفعة من المؤشرات الحيوية المرتبطة بالالتهاب الجهازي والخلل الأيضي مثل الدهون الثلاثية، مقاومة الأنسولين، الأسيتيلات الجليكوبروتينية، والبروتين التفاعلي سي عالي الحساسية، وهي علامات تدل على وجود التهاب في الجسم.

وذكر الدكتور ديفيد هورنر، الباحث المشارك من جامعة كوبنهاغن: “مع الزيادة المتسارعة في معدلات السمنة لدى الأطفال حول العالم، يصبح من الضروري فهم العلاقة بين السمنة المركزية في الطفولة والعلامات المبكرة لتدهور الأيض، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والمؤشرات الحيوية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.

وتشير الأدلة إلى أن السمنة في مراحل الطفولة والمراهقة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض الأيضية، فضلاً عن أمراض عصبية وجهازية أخرى، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الوفاة المبكرة في مرحلة البلوغ.

ويُعتبر تراكم الدهون في منطقة البطن عاملاً أخطر من مؤشر كتلة الجسم (BMI) وحده، حيث تُستخدم نسبة الخصر إلى الطول كمؤشر رئيسي للسمنة المركزية وصحة القلب والأوعية الدموية والأيض.

ولفهم تأثير زيادة نسبة الخصر إلى الطول أثناء الطفولة في التنبؤ بمخاطر القلب والأوعية الدموية والأيضية بحلول سن العاشرة، قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 700 طفل تابعين لدراسات كوبنهاغن حول الربو، مع متابعة دورية في 14 زيارة من الولادة وحتى سن العاشرة.

وأظهرت النتائج أن كمية الدهون المركزية في سن العاشرة تعد العامل الأهم في تحديد خطر الإصابة بأمراض القلب والأيض، بغض النظر عن نمط الزيادة في تلك الدهون على مدار السنوات السابقة.

ويُشير الباحثون إلى أن الدراسة تعتمد على الملاحظة، وبالتالي تظهر ارتباطاً قوياً بين السمنة المركزية المبكرة ومخاطر الأمراض القلبية والأيضية، لكنها لا تثبت بشكل قاطع السببية بينهما.

زر الذهاب إلى الأعلى