التصعيد العسكري في غزة يدفع أسعار النفط لأعلى مستوى لها خلال 6 أشهر


تمر أسعار النفط بثبات قرب أعلى مستوياتها خلال ستة أشهر في جلسة اليوم الخميس، حيث ارتفعت بدولار للبرميل خلال الجلسة السابقة. يعزو هذا الارتفاع إلى التوترات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إضافة إلى تصاعد الأزمة الإقليمية والتوقعات بمزيد من التصعيد نتيجة لاحتمال استهداف إيران بضربة ردعية. في هذا السياق، توقعت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الخميس طلبًا قويًا على الوقود خلال فصل الصيف.
وفي بداية التعاملات اليوم، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.3% أو 27 سنتًا إلى 90.75 دولار للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.3% أو 25 سنتًا إلى 86.46 دولار للبرميل.
تترقب الأسواق رد فعل إيراني محتمل بعد الغارة الجوية التي شنتها إسرائيل على السفارة الإيرانية في سوريا في بداية هذا الشهر. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل ضد أي تهديدات من إيران.
وفيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية، يساهم استقرار الأسعار في تحفيز توقعات تثبيت أسعار الفائدة الأمريكية، مما يؤثر بشكل إيجابي على مخاطر الاستثمار ويدفع الأسعار للارتفاع. ومع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، قد يؤدي ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتقليل الطلب على النفط.
من جانبها، تواصل منظمة أوبك وشركاؤها التزامها بخفض إنتاج النفط، وتتوقع زيادة الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.25 مليون برميل يوميًا في 2024، مع توقعات لنمو قوي في الطلب العالمي على النفط في السنوات القادمة، وفقاً لتقرير شهري أصدرته اليوم.
وفيما يتعلق بالإنتاج، أشار تقرير أوبك إلى استقرار إنتاج المنظمة من النفط الخام في مارس/آذار الماضي، حيث لم يسجل أي زيادة سوى بمقدار ثلاثة آلاف برميل يومياً، ليبلغ إجمالي الإنتاج 26.60 مليون برميل يومياً. وذلك على الرغم من جهود المنظمة ودولها الأعضاء في تخفيض الإنتاج الطوعي، الذي بدأ في يناير/كانون الثاني الماضي.
من جانبها، أكدت “أوبك” على ضرورة مراقبة السوق بعناية في ظل التقلبات والضبابية المستمرة، بهدف الحفاظ على توازن السوق بشكل قوي ومستدام. ولا يزال النمو الاقتصادي العالمي يعتبر عاملاً داعمًا لأسعار النفط، حيث يمكن أن يسهم النمو الاقتصادي القوي في زيادة الطلب على النفط وبالتالي دفع الأسعار للارتفاع.
إلى جانب ذلك، يبقى التوتر الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط عاملاً مهمًا يؤثر على أسعار النفط، حيث يعكس الاستمرار في التوترات المتزايدة على الإمدادات النفطية احتمالات ارتفاع الأسعار في المستقبل القريب.
يأتي هذا في ظل استمرار التوترات الإقليمية والتوقعات بزيادة التوترات بين الدول المعنية، مما يجعل استقرار أسعار النفط قرب مستوياتها العالية يلقى بظلاله على السوق العالمية ويحدد اتجاهات التعامل في الأسواق المالية والاقتصادية العالمية.
تعليق واحد