رأي آخر
قراءة في الاتفاق الأمريكي-الحمساوي لإطلاق سراح الجندي الأمريكي-الإسرائيلي التحليل والانعكاسات

في 11 مايو 2025، أعلنت حركة حماس عن اتفاق مع الإدارة الأمريكية لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي احتُجز في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
أولاً: تفاصيل الاتفاق وأطرافه
- الإفراج عن الرهينة: أُفرج عن عيدان ألكسندر، آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة في غزة، كبادرة حسن نية من حماس تجاه الولايات المتحدة، دون شروط مسبقة وفقًا للرواية الإسرائيلية .
- الترتيبات الأمنية: تضمن الاتفاق فتح معابر غزة لإدخال المساعدات الإنسانية، ووقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، مع تأكيد حماس استعدادها للتفاوض على اتفاق نهائي لإنهاء الحرب .
- الدور الأمريكي: لعب المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف دورًا محوريًا في الوساطة، بدعم من الرئيس ترامب، الذي أشاد بالاتفاق كـ”نبأ تاريخي” يعكس جهود الوساطة المصرية-القطرية .
ثانيًا: الانعكاسات على حماس
- تعزيز الشرعية السياسية: نجحت حماس في توظيف الاتفاق لتعزيز مكانتها كفاعل سياسي لا يمكن تجاوزه، خاصةً بعد تفاوضها مباشرةً مع واشنطن، متجاوزةً إسرائيل .
- كسر الحصار الإنساني: حصلت الحركة على وعود بفتح المعابر وتدفق المساعدات، مما يُخفف الأزمة الإنسانية في غزة، ويُحسّن صورتها كمدافع عن الشعب الفلسطيني .
- مكاسب تفاوضية مستقبلية: قد يُسهّل الاتفاق بدء مفاوضات أوسع لتبادل الأسرى ووقف دائم لإطلاق النار، خاصةً مع تأكيد حماس استعدادها لإدارة غزة عبر هيئة مهنية مستقلة .
ثالثًا: الانعكاسات على إسرائيل
- أزمة سياسية داخلية: أثار الاتفاق غضبًا في تل أبيب، حيث انتقدت المعارضة والحكومة على حدٍّ سواء “الفشل الدبلوماسي” لإسرائيل، واعتمادها على الوساطة الأمريكية .
- استمرار الضغط العسكري: رغم الاتفاق، أكدت إسرائيل استمرار عملياتها العسكرية في غزة “تحت النار”، مع رفضها أي التزام بوقف دائم لإطلاق النار أو إطلاق سجناء فلسطينيين .
- تأثير على التحالف الأمريكي-الإسرائيلي: كشف الاتفاق عن توترات في العلاقة بين نتنياهو وترامب، مع اتهامات بإهمال المصالح الإسرائيلية لصالح المكاسب الأمريكية .
رابعًا: هل يُسهم الاتفاق في حل الدولتين؟
- السياق المحدود للاتفاق: ركّز الاتفاق على قضايا إنسانية وتبادل أسرى، دون التطرق إلى القضايا الجوهرية كالحدود أو القدس أو حق العودة، مما يجعله خطوةً جزئيةً غير كافية لتحقيق حل الدولتين .
- غياب الرؤية الشاملة: لم تُطرح في المفاوضات أي آليات لإنهاء الاحتلال أو إقامة دولة فلسطينية، بل اقتصرت على إدارة الأزمة الحالية .
- دور ترامب: يُعتبر موقف ترامب من الصراع غير واضح المعالم؛ فبينما يروج لإنجازاته في تحرير الرهائن، لم يقدم رؤيةً استراتيجيةً لحل الصراع، بل اعتمد على سياسات قصيرة المدى .
خامسًا: التحديات المستقبلية
- استمرار العنف: قد يؤدي فشل المفاوضات في تحقيق تهدئة دائمة إلى تصعيد عسكري جديد، خاصةً مع تصريحات إسرائيل عن نيتها توسيع العمليات في غزة .
- الضغوط الدولية: مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة (حيث يُواجه 500 ألف فلسطيني خطر المجاعة)، ستزداد الضغوط على الأطراف لتحقيق تسوية سياسية .
- دور الوساطة الإقليمية: تعتمد الاستدامة أي اتفاق على تعزيز دور مصر وقطر كوسيطين محايدين، وتجنب التدخلات الخارجية التي تعقّد المشهد .
الاستنتاج
يمثل الاتفاق الأمريكي-الحمساوي خطوةً رمزيةً تُخفف الأزمة الإنسانية في غزة وتعزز شرعية حماس، لكنه لا يُعالج جذور الصراع. في المقابل، يُظهر ضعف الموقف الإسرائيلي وانقساماته الداخلية.
وقدرفض الجندي الإسرئلي الأمريكي المفرج عنه اليوم مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كتيييير عن الفجر والغضب من سلوكه .
أما بالنسبة لحل الدولتين، فلا يزال الطريق طويلًا في ظل غياب إرادة سياسية حقيقية لمعالجة القضايا الأساسية، مما يُبقي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي أحد أبرز التحديات في الشرق الأوسط، حتى تحت إدارة ترامب.