تكنولوجيا

الأسماء التقليدية في الذكاء الاصطناعي: طمأنة المستخدمين عبر استلهام الماضي

يبدو أن العديد من واجهات الذكاء الاصطناعي التوليدي تحمل أسماء مستوحاة من الماضي، مثل “ألبرت”، “منى”، “كلود”، و”جورج”، وهو توجه يهدف إلى طمأنة المستخدمين تجاه التكنولوجيا الحديثة التي قد تثير مخاوف مجتمعية. وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، يرى خبراء أن اختيار هذه الأسماء يحمل دلالات ترتبط بالتقاليد والقيم، مما يساهم في تخفيف القلق المرتبط بالتقنيات الجديدة.

على سبيل المثال، اختار رشيد بلعزيز، مبتكر أداة ذكاء اصطناعي لتسهيل إنشاء الشركات، اسم “جورج” لبرنامجه، مشيرًا إلى أنه يعكس شخصية هادئة وذات خبرة، ويرتبط بالتقاليد. ويقول بلعزيز إن “جورج” يساعد المستخدمين على إعداد خطط أعمال خلال دقائق، وهي مهمة تستغرق عادةً أسابيع، ما يجعله شبيهًا بدور المعلم في توفير إطار عمل موجه.

وفي السياق ذاته، طور أولريش تان، من المديرية الرقمية الفرنسية، مساعد الذكاء الاصطناعي “ألبير”، مستخدمًا اسمًا غير تقليدي ليبقى عالقًا في الذاكرة. يُستخدم “ألبير” حاليًا من قِبل نحو 200 موظف حكومي لتسهيل مهام مثل تلخيص المستندات والرد على استفسارات المستخدمين.

أما شركة “أنثروبيك” الأمريكية، فأطلقت على نموذجها الذكائي اسم “كلود” تكريمًا لعالم الرياضيات كلود شانون، الذي ساهمت نظرياته في تطوير شبكات الاتصال الحديثة. يتميز “كلود”، الذي أُطلق عام 2023، بقدرته على إنشاء محتوى متنوع بناءً على أوامر بسيطة بلغة طبيعية، مما يعزز شعور المستخدمين بالراحة تجاه التكنولوجيا من خلال منحها أسماء مألوفة ودافئة.

وعلى نفس النهج، قدمت شركة فرنسية ناشئة روبوت “أسك منى”، الذي يزود المستخدمين بتوصيات تتوافق مع تفضيلاتهم، مثل رحلات ثقافية مجانية. توضح خبيرة السيميولوجيا غاييل بينيدا أن هذا الاتجاه في اختيار الأسماء يرتبط بإستراتيجية تهدف إلى تخفيف المخاوف المرتبطة بالتكنولوجيا التوليدية.

وتشير عالمة السيميولوجيا إيلودي ميلكاريك إلى أن التكنولوجيا الجديدة تثير قلقًا بشأن مستقبل غامض يشبه روايات “جورج أورويل” أو أفلام “تيرمينيتور”. وتؤكد أن استخدام أسماء تقليدية يمنح هذه البرمجيات عمقًا إنسانيًا يطمئن المستخدمين، مما يجعلها تبدو وكأنها تحمل حكمة الأجيال السابقة.

ختامًا، يرى المتخصصون أن اختيار هذه الأسماء يعكس رغبة في وصل الماضي بالمستقبل، مؤكدين أن التقدم التكنولوجي هو استمرار لزخم التطور البشري، ومصدر أمل وتفاؤل لمواكبة التغيرات القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى