صحة

ابتكار علمي جديد يفتح آفاقًا لعلاج الأمراض المناعية والسرطان من خلال دمج بروتينين مناعيين

توصل باحثون في دراسة علمية حديثة إلى نهج مبتكر في تطوير الأجسام المضادة، يقوم على دمج بروتينين مناعيين لتشكيل مركب بروتيني مستقر، ما يفتح آفاقًا واعدة لفهم أعمق للبروتينات المرتبطة بالأمراض، ويعزز إمكانات ابتكار علاجات جديدة.

وقد أُجريت الدراسة بالشراكة بين باحثين من مركز بيرنهام بريبيس للأبحاث الطبية في الولايات المتحدة وشركة الأدوية العالمية “إيلي ليلي”، ونُشرت نتائجها في مجلة Science Immunology، وتناولت تفاصيلها منصة “EurekAlert” العلمية.

تقدم في تطوير الأجسام المضادة

تمثل هذه الدراسة نقلة نوعية في تحسين تقنيات إنتاج الأجسام المضادة، التي تُستخدم بشكل واسع في علاج أمراض متعددة مثل السرطان، فضلًا عن دورها الحيوي في التشخيص الطبي ومتابعة الحالات المرضية.

ما هي البروتينات المناعية؟

البروتينات المناعية تلعب دورًا جوهريًا في تنظيم عمل الجهاز المناعي، إذ تسهم في التعرف على المستضدات (Antigens)، وتنظيم التفاعل بين الخلايا المناعية، وتنسيق الاستجابة الدفاعية للجسم. وتعد الأجسام المضادة من أبرز الأمثلة على هذه البروتينات، حيث يتم إنتاجها كرد فعل على وجود مواد غريبة مثل الفيروسات أو البكتيريا، وتقوم بتعطيل هذه المواد أو تسهيل القضاء عليها.

ومن أبرز الأدوات الطبية في هذا السياق، الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (Monoclonal Antibodies)، وهي بروتينات مصنّعة في المختبر من خلية مناعية واحدة، وتستهدف مستضدًا محددًا بدقة. وتُستخدم هذه التقنية المتقدمة في علاج السرطان، وأمراض المناعة الذاتية، كما تُعد أداة مهمة في أبحاث البيولوجيا الطبية.

تفاصيل الابتكار الجديد

ركزت الدراسة على بروتينين يظهران على سطح الخلايا المناعية، واكتشف الباحثون أن تفاعلهما معًا يُنتج مركبًا بروتينيًا معقدًا يؤثر بشكل مباشر على شدة استجابة الجهاز المناعي.

وقد تبيّن أن النسبة بين هذين البروتينين عندما يكونان منفصلين، مقارنة بالمركب البروتيني الناتج عن دمجهما، تلعب دورًا مهمًا في بعض الأمراض المناعية مثل الذئبة. إلا أن قياس هذه النسبة كان تحديًا صعبًا بسبب تعقيد البنية البروتينية.

للتغلب على هذه العقبة، ابتكر الباحثون بروتينًا مدمجًا يجمع بين البروتينين بطريقة تُعزز من استقراره، مما أتاح إمكانية توليد أجسام مضادة وحيدة النسيلة تستهدف هذا المركب بشكل دقيق. وباستخدام هذه الأجسام المضادة، تمكن الفريق من رصد وقياس مستويات البروتينات الحرة والمركّبة في أنواع مختلفة من الخلايا المناعية.

وتمثل هذه الدراسة أول دليل مباشر على إمكانية قياس هذا المركب البروتيني على خلايا حية باستخدام جسم مضاد صُمم خصيصًا لهذا الغرض.

آفاق طبية واعدة

تشير النتائج إلى إمكانية استخدام هذا الابتكار في تحسين تشخيص ومراقبة أمراض مزمنة ومعقدة مثل الذئبة وبعض أنواع السرطان، مثل الليمفوما. ومن شأن هذا التقدم أن يُمهّد الطريق لتقنيات طبية أكثر دقة في الاستهداف والعلاج، ويُسهم في تعزيز فهم التفاعلات البروتينية المعقدة داخل الجسم البشري.

زر الذهاب إلى الأعلى