إسرائيل ترسل وفدًا إلى الدوحة لبحث مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن تل أبيب قررت إرسال وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة، لمناقشة تفاصيل مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يشمل أيضًا اتفاقًا لتبادل الأسرى، وذلك بعد تلقيها ردًا رسميًا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول رفيع أن القرار بإيفاد الوفد اتُخذ رسميًا، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مغادرة الوفد إلى الدوحة مرجحة يوم غد الأحد.
وأكدت هيئة البث أن إسرائيل لم ترفض رد حماس بشكل قاطع، وترى أنه يتضمن عناصر قابلة للبناء عليها. ويأتي ذلك في ظل مناقشات مكثفة تجريها الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية، قبيل مغادرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب – إلى واشنطن صباح الأحد.
ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) اجتماعًا مساء السبت، لمراجعة الملاحظات بشأن المقترح، في أعقاب إعلان حركة حماس أنها قدمت ردًا إيجابيًا إلى الوسطاء مساء الجمعة.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن اجتماع الكابينت سيعقد في تمام الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي (19:00 بتوقيت غرينتش)، لمناقشة البنود المتعلقة بوقف إطلاق النار ومستقبل العمليات العسكرية في غزة.
بنود المقترح ومطالب حماس
رغم عدم صدور أي تصريح رسمي بشأن تفاصيل المقترح، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانًا، يتم الإفراج عنهم على 5 مراحل خلال فترة هدنة تمتد 60 يومًا.
ووفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، فإن حماس تطرح ثلاثة مطالب أساسية لتعديل الاتفاق، وهي:
- العودة إلى نظام توزيع المساعدات الإنسانية السابق.
- ضمان استمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء فترة الـ60 يومًا، حيث تعتبر إسرائيل أن انتهاء الهدنة دون اتفاق يمنحها الحق في استئناف القتال، في حين تطالب حماس بتمديد الهدنة طالما المفاوضات مستمرة.
- انسحاب واضح وفعلي لقوات الاحتلال من المناطق التي تنتشر فيها داخل القطاع.
وأضافت التقارير أن الاتفاق المقترح يشمل الإفراج عن 8 أسرى إسرائيليين في اليوم الأول، وأسيرين آخرين في اليوم الخمسين، مقابل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وسحب تدريجي للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة في غزة.
وتُقدّر الجهات الإسرائيلية عدد الأسرى المحتجزين في القطاع بـ50، بينهم نحو 20 على قيد الحياة، في حين تحتجز إسرائيل آلاف الفلسطينيين في ظروف وصفتها تقارير حقوقية بأنها تتضمن تعذيبًا ممنهجًا، وتجويعًا، وإهمالًا طبيًا، أدى إلى وفاة عدد منهم.
احتجاجات عائلات الأسرى
وفي سياق متصل، دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى تنظيم احتجاجات للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يعيد جميع الأسرى دفعة واحدة. وخلال وقفة احتجاجية في تل أبيب، قال ممثلو هذه العائلات إن “سياسات حكومة نتنياهو تسببت في مقتل عدد من المختطفين، ويجب إعادة من تبقى منهم أحياء فورًا”.
وطالبت العائلات بالخروج إلى الشوارع للضغط على الحكومة لإبرام صفقة شاملة وإنهاء الحرب، كما ناشدت الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل لمنع ما وصفته بـ”قوى الشر” من مواصلة الحرب.
ومن المقرر تنظيم مظاهرة حاشدة مساء اليوم في ما يُعرف بـ”ساحة المخطوفين” في تل أبيب.
زيارة نتنياهو إلى واشنطن
في السياق ذاته، من المنتظر أن يتوجه نتنياهو صباح الأحد إلى العاصمة الأميركية واشنطن، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي في البيت الأبيض يوم الاثنين، وفقًا لتقارير إسرائيلية.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر إسرائيلية أن ترامب قد يُعلن عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال لقائه مع نتنياهو.
وفي تصريح صحفي، قال ترامب: “قد يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، لكني لم أطلع على آخر مستجدات المفاوضات”، معتبرًا أن “رد حماس الإيجابي على المقترح يمثل تطورًا جيدًا”.
تحركات دبلوماسية إقليمية
وفي إطار التحركات الإقليمية، ذكرت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي بحث مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في اتصال هاتفي، مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار، وقضية تبادل الأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما تناول الاتصال التحضيرات الجارية لعقد اجتماع غير مباشر بين الطرفين، تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق، إضافة إلى بحث الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي حول التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة فور تثبيت وقف إطلاق النار.
كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة
وتجدر الإشارة إلى أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 135 ألفًا، إلى جانب تشريد الغالبية العظمى من سكان القطاع، في ظل دمار وصفته تقارير فلسطينية ودولية بأنه “غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية”.