رأي آخر

إبراهيم تراوري شعلة التحرر فى قلب افريقيا وشبهاؤه من رموز النضال الافريقي


فى زمن تتلاطم فيه الأمواج السياسية بتحديات الاستعمار الجديد والتحديات الأجنبية برز الضابط ابراهيم تراوري ،رئيس دولة بوركينافاسو كوجه جديد لروح أفريقية قديمة،روح لا تزال تحن للكرامة والسيادة وتتمسك بحقها في تقرير المصير بجرأته الواضحة ومواقفه الحاسمة،أعاد تراوري إلي الأذهان صورا لأبطال أفارقة تركوا بصمات لاتمحي فى تاريخ القارة السمراء.
منذ توليه السلطة 2022 جسد تراوري نموذج القائد الذي يضع مصلحة شعبه فوق كل اعتبار . عرف بمناهضته الحازمة للتدخل الفرنسي فى شؤون بلاده، وبدعوته إلي الوحدة الأفريقية الحقيقيةبعيدا عن وصاية الخارج.
خطابه فى أكثر من مناسبة،لا سيما أمام المحافل الإقليمية،يحمل لهجة ثورية قريبة من تلك التي عرفت بها شخصيات أفريقية اثرت فى مسار التاريخ مثل عبد الناصر وتوماس سانكارا الذي قاد بوركينافاسو فى الثمانينات وكرس حياته من أجل التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية.
لكن تشابه تراوري مع تماس سانكارا ليس الوحيد ،بل يمكن القول إن ابراهيم يسير علي درب طويل مهدته أقدام رجال مثل:
سامورى توري (القرن التاسع عشر)الزعيم الغيني الذي قاد مقاومة شرسة ضد الاستعمار الفرنسي مؤسسا إمبراطورية للمقاومة فى غرب أفريقيا .

كان يؤمن بحتمية الدفاع عن الأرض والهوية بكل الوسائل وهو ما يفعله تراوري اليوم بأسلوب عصري وحديث.
.كووامونكروما (غانا) الذي دعا إلي وحدة أفريقية سياسية واقتصادية لتحرير القارة من التبعية،كان يري أن تحرر دولة واحدة لا يكفي ،وتراوري يعكس نفس القناعة عبر دعواته الدائمة للتضامن الإقليمي فى مواجهة الإرهاب والتدخلات الأجنبية .
.-باتريس لوبومبا (الكونكو) شهيد الاستقلال الذي دافع عن استقلال بلاده ضد الاستعمار البلجيكي ورفض أن يكون دمية بايدي القوي الكبري فروح لومومبا تتجلي فى مواقف تراوري الرافضة للهيمنة الغربية والداعية لسيادة القرار الوطني.
-معمر القذافي رغم اختلاف المواقف حوله فلا يمكن إنكار سعيه لوحدة أفريقية اقتصادية وسياسية مستقلة،تراوري بروح شابة وثورية ،يكمل هذه الرؤية من خلال خطاب أكثر واقعية وأقل شخصنة .
اليوم يتحرك ابراهيم تراوري في عالم تتغير فيه موازين القوي بدعم بخطى واثقة و بدعم شعبي واسع فى بلاده ،لا سيما فى أوساط الشباب الذين يرون فيه رمزا للأمل والتغيير .
كما أن مواقفه ألهمت العديد من دول الساحل الإفريقي لتعيد التفكير فى علاقاتها مع القوي الغربية.
إنه ليس مجرد رئيس دولة ،بل ظاهرة سياسية تعيد تشكيل الوعي الافريقي ،وإن بقي وفيا لمبادئه فقد يكون أحد أبرز رموز النهضة الأفريقية الجديدة خصوصا مع بوادر إعادة تشكل موازين القوي الجديد.

والذي تعكسه جملة من الأحداث آخرها ما ظهر من خلال ما حدث مؤخرا بين الهند وباكستان.

بقلم /حمادي سيد محمد آباتي

زر الذهاب إلى الأعلى