أورييل داسكال: ترامب باع إسرائيل لصالح صفقات مع الحوثيين وإيران خشية الانهيار الاقتصادي

الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال، في مقال نُشرته صحيفة “معاريف” العبرية، يرى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد “باع إسرائيل” من أجل مصالح اقتصادية وصفقات تكتيكية مع مجموعة الحوثيين، وربما قريبًا مع إيران، بهدف تفادي أزمة اقتصادية داخلية تُهدد فترة رئاسته الثانية.
ويعبر داسكال عن “تصاعد خيبة أمل إسرائيلية” من تصرفات إدارة ترامب، مشيرًا إلى أن التفاهم مع الحوثيين على ما يبدو أهم لترامب من الالتزامات تجاه إسرائيل، مما قد يمثل نقطة تحوّل تهدد الموقف الإستراتيجي لتل أبيب وتبعدها عن اللعبة الجيوسياسية التي اعتادت أن تكون جزءًا أساسيًا منها.
بالإضافة إلى ذلك، يشير داسكال إلى أن الرأي السائد في إسرائيل هو أن ترامب قد “ألقى إسرائيل تحت الحافلة”، لا فقط بسبب خلافاته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ولكن لأن إسرائيل لم تعد ضمن أولوياته الجديدة، وأصبحت مجرد ورقة قابلة للتفاوض تمامًا إذا ما تطلبت مصلحة البيت الأبيض ذلك.
ويعتبر داسكال أن ترامب، الذي توصل إلى تفاهم مع الحوثيين لتهدئة الأوضاع في مضيق باب المندب وتسهيل مرور الشحنات التجارية، والذي يسعى للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، يهدف بشكل أساسي إلى الحفاظ على استقرار أسعار النفط وتقليص أسعار الوقود داخل الولايات المتحدة، وذلك في ظل الآفاق المتزايدة لأزمة اقتصادية.
ويُقدم داسكال بيانات من صندوق النقد الدولي توضح تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي، مما يُعكس على مجمل حلفاء الولايات المتحدة، بينما يحقق الصين نموًا أعلى على الرغم من التحديات، ما يدفع ترامب لاستكشاف حلول سريعة كخفض أسعار الوقود وتأمين طرق التجارة.
أخيرًا، ينتقل داسكال للحديث عن التأثيرات المحتملة لهذه السياسات على دور إسرائيل في السياسات الأميركية، مع التركيز على المنطقة التي يُمكن أن تقدم حوافز أكبر للولايات المتحدة مقارنة بإسرائيل، وهي منطقة تتمتع بموارد نفط وغاز كبيرة.
ويختتم داسكال بالتحذير من أن تحولات ترامب ليست محدودة بالشرق الأوسط فقط، بل تمتد لتؤثر في منظومة الهيمنة الاقتصادية التي كانت الولايات المتحدة تقودها، مع تحديات تعترضها من دول كبرى مثل الصين وروسيا والهند، وتحالفات مثل البريكس، التي تسعى للحد من الاعتماد على الدولار الأميركي في التجارة الدولية، مما يُقلص من سيطرة الدولار كأداة سياسية.
ويعبر داسكال عن قلقه من أن هذا التحول قد يعني نهاية عصر استخدام الولايات المتحدة للدولار كوسيلة لفرض العقوبات والتأثير الدولي كما كانت تفعل في السابق.