الأخبار العالمية

أنغولا تحتضن القمة الأميركية الأفريقية للأعمال وسط رهان على الشراكة الاقتصادية


انطلقت اليوم في العاصمة الأنغولية لواندا فعاليات القمة السابعة عشرة الأميركية الأفريقية للأعمال، بمشاركة أكثر من 1500 شخصية بارزة، بينهم رؤساء دول وحكومات ومسؤولون أميركيون رفيعو المستوى، وسط مشهد دولي مضطرب وتحديات جيوسياسية متصاعدة

وهذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها أنغولا هذا الحدث الاقتصادي والدبلوماسي المهم، ما يعكس سعيها لترسيخ موقعها كقوة إقليمية صاعدة في القارة السمراء. وتصدّر جدول أعمال القمة ملفات حيوية مثل المعادن والطاقة، والبنية التحتية، والتبادل التجاري، في ظل رغبة مشتركة لتعزيز الشراكات الاقتصادية وتحقيق تنمية مستدامة.

أولويات أميركية متجددة في أفريقيا

تأتي القمة في وقت تواجه فيه الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، ضغوطًا دولية على جبهات متعددة، أبرزها الملف النووي الإيراني. ويثير هذا الانشغال تساؤلات حول مدى التزام واشنطن تجاه أفريقيا، لا سيما أن خطاب الإدارة الحالية اتسم بتوجهات متباينة تجاه القارة.

لكن بحسب مراقبين، فإن القمة تمثل محاولة واضحة من واشنطن لإعادة التموضع في أفريقيا، من خلال الانتقال من مقاربات المساعدات التقليدية إلى شراكات تجارية واستثمارية فاعلة، بما يعزز حضور الولايات المتحدة في بيئة باتت تشهد نفوذًا متناميًا لقوى منافسة كالصين وروسيا.

“ممر لوبيتو”: مشروع استراتيجي يعيد رسم خريطة النقل

من أبرز مشاريع القمة وأكثرها طموحًا، مشروع “ممر لوبيتو”، وهو خط نقل سككي يربط جمهورية الكونغو الديمقراطية بأنغولا، ويُنظر إليه كبنية تحتية استراتيجية تهدف إلى تسهيل تصدير المعادن وربط الموانئ الغربية لأفريقيا بعمقها الداخلي.

يحظى هذا المشروع بدعم مباشر من واشنطن، ضمن توجهها لتعزيز شبكات النقل والتجارة العابرة للحدود، حيث من المقرر أن يعقد الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي لقاءً مع مستشار شؤون أفريقيا في البيت الأبيض، مسعد بولس، لبحث سبل تسريع تنفيذ المشروع وضمان تمويله المستدام.

مستقبل غامض لاتفاقية “أغوا” التجارية

ومن الملفات الساخنة المطروحة على طاولة النقاش أيضًا، مصير اتفاقية النمو والفرص الأفريقية (AGOA)، التي تمثل أحد الأعمدة الرئيسية للتعاون التجاري الأميركي الأفريقي منذ عام 2000، والتي ستنتهي صلاحيتها في سبتمبر/أيلول 2025.

ورغم أهميتها، فإن مستقبل الاتفاقية لا يزال يكتنفه الغموض، في ظل غياب قرار أميركي واضح بتجديدها أو تطوير بديل عنها. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الصين عن إعفاء صادرات معظم الدول الأفريقية من الرسوم الجمركية، مما يضع الولايات المتحدة تحت ضغط لإعادة تقييم سياستها التجارية تجاه القارة.

لواندا.. بوابة جديدة للاستثمار والتأثير

تشكل استضافة لواندا لهذه القمة دفعة قوية لجهود أنغولا الرامية إلى تحويل اقتصادها إلى مركز إقليمي جاذب للاستثمار، خصوصًا في مجالات الطاقة والتعدين والبنى التحتية. ويعكس حجم الحضور الدولي والإقليمي رغبة متزايدة لدى الدول الأفريقية في تنويع الشراكات والانفتاح على قوى اقتصادية كبرى.

وفي ختام اليوم الأول، أجمعت الوفود المشاركة على أهمية التحول من الوعود إلى التنفيذ، ومن الخطابات إلى المشاريع الفعلية، في سبيل بناء شراكات أكثر عدالة وإنصافًا تعود بالنفع على شعوب القارة.

زر الذهاب إلى الأعلى