تحقيقات
أكرم أوغلو رمز المعارضة التركية بين سيل الإتهامات والواقع

رغم قرار سجنه هو أكرم إمام أوغلو، المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض. إليك التفاصيل الرئيسية حول ترشيحه والظروف المحيطة به:
1. الخلفية السياسية لأكرم إمام أوغلو
- منصبه الحالي: رئيس بلدية إسطنبول منذ عام 2019، بعد فوزه على مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة الرئيس أردوغان في انتخابات محلية مثيرة للجدل أُعيدت مرتين بسبب إلغاء النتائج الأولية .
- الشعبية: يُعتبر أحد أبرز وجوه المعارضة التركية، ونجح في توسيع قاعدة حزبه العلماني ليشمل ناخبين محافظين، مما جعله منافسًا رئيسيًا لأردوغان .
- الإنجازات: حقق انتصارًا ساحقًا في انتخابات 2024 البلدية، مع فارق مليون صوت عن أقرب منافسيه، مما عزز موقفه كقائد معارض .
2. الترشيح الرئاسي والاتهامات الموجهة إليه
- الترشيح الرسمي: أعلن حزب الشعب الجمهوري في مارس 2025 ترشيح إمام أوغلو للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2028، وذلك بعد فوزه بنسبة 94% من أصوات الأعضاء في انتخابات تمهيدية، وحصوله على دعم رمزي من 15 مليون ناخب في تصويت مفتوح نظمه الحزب .
- الاتهامات القضائية:
- الفساد: اتُهم بتلقي رشاوى والتلاعب في المناقصات وتشكيل “منظمة إجرامية” .
- الارتباط بجماعات إرهابية: زعمت السلطات مساعدته لحزب العمال الكردستاني (PKK) عبر تحالفات انتخابية، وهي تهم ينفيها إمام أوغلو ويرفضها حزبه باعتبارها ذات دوافع سياسية .
- إلغاء شهادته الجامعية: ألغت جامعة إسطنبول شهادته الجامعية بحجة مخالفات أكاديمية، مما قد يمنعه دستوريًا من الترشح للرئاسة .
3. الاعتقال والردود السياسية
- الاعتقال: في 19 مارس 2025، اعتقلت الشرطة إمام أوغلو مع 100 شخص آخر، بينهم رؤساء بلديات وصحفيون، خلال مداهمة وصفتها المعارضة بـ”الانقلاب على الديمقراطية” .
- ردود الفعل:
- المعارضة: اتهم حزب الشعب الجمهوري الحكومة باستخدام القضاء لتصفية الخصوم السياسيين، ووصف الاعتقالات بأنها محاولة لـ”إسكات إرادة الشعب” .
- الحكومة: نفت السلطات التدخل السياسي، وأكدت أن الإجراءات القضائية مستقلة، بينما وصف أردوغان الاحتجاجات بأنها “إرهاب شوارع” .
4. التحديات الدستورية والقضائية
- عقبة الشهادة الجامعية: يشترط الدستور التركي أن يكون المرشح للرئاسة حاصلًا على تعليم عالٍ. قرار إلغاء شهادة إمام أوغلو قد يحول دون ترشحه ما لم تُلغى القرارات القضائية أو يُعدل الدستور .
- المحاكمات الجارية: يواجه إمام أوغلو عدة قضايا قضائية، منها حكم سابق بالسجن لمدة عامين و7 أشهر بتهمة “إهانة مسؤولين انتخابيين”، لكن الحكم لم يُنفذ بعد .
5. الاحتجاجات والتأثير الشعبي
- المظاهرات: اندلعت احتجاجات في إسطنبول وأنقرة بعد اعتقاله، واجهتها الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه .
- التضامن الشعبي: شارك ملايين الأتراك في تصويت رمزي لدعم ترشيحه، مما يعكس شعبيته الواسعة وتحديًا واضحًا لسياسات أردوغان .
التوقعات المستقبلية
- مسار القضية: إذا أُدين إمام أوغلو، فقد يُمنع من الترشح للرئاسة، لكن حزبه يعول على استئناف الأحكام وتعبئة الرأي العام للضغط من أجل إطلاق سراحه .
- السيناريو السياسي: يُنظر إلى الصراع بين إمام أوغلو وأردوغان كمعركة مصيرية لتحديد مستقبل تركيا، خاصة مع تزايد الانقسامات الداخلية في حزب الشعب الجمهوري وتدهور الوضع الاقتصادي .
الخلاصة
أكرم إمام أوغلو يمثل رمزًا للمعارضة التركية في مواجهة حكم أردوغان، لكن ترشيحه للرئاسة يواجه عوائق قانونية وسياسية غير مسبوقة. بينما يعتبر أنصاره الإجراءات ضده “انقلابًا على الديمقراطية”، تؤكد الحكومة أنها تتبع الإجراءات القانونية. تُرسم هذه الأزمة معالم مرحلة حاسمة في التاريخ السياسي لتركيا، حيث تتصاعد المواجهة بين سلطة الدولة وإرادة الشعب.