أفغانستان تعزز بنيتها المائية: 400 سد حتى الآن وخطط لسدود أكبر

بينما تحتفل أفغانستان هذه الأيام بالذكرى الرابعة لعودة حكم حركة طالبان، أكّد مسؤولو الحكومة أن البلاد شرعت في بناء السدود بموازنتها الوطنية، حيث تمّ إنشاء أكثر من 400 سد صغير حتى الآن، مع خطط لبناء سدود كبيرة تلعب دوراً محورياً في الزراعة وإعادة الإعمار والاقتصاد الوطني.
ويواجه أفغانستان، مثل كثير من دول المنطقة، موجات جفاف متكررة، ويؤكد المسؤولون أن البلاد ملتزمة باستغلال مواردها المائية الوطنية بشكل لا يضر بدول الجوار، خاصة إيران، مع الحفاظ على حق الشعب الأفغاني في الاستفادة من المياه.
تصريحات وزير الطاقة والمياه
قال وزير الطاقة والمياه، الملا عبد اللطيف منصور، في حوار خاص مع الجزيرة نت، إن الحكومة لم تتلقَّ أي استثمار خارجي أو دعم من دول مثل الصين أو تركيا، بل تم توجيه الدعوة لرجل الأعمال الأفغاني للاستثمار في مشاريع بناء السدود.
وأشار الوزير إلى أن المشاريع التي تم تنفيذها تشمل سد كمال خان، شاه وعروس، عمري، وسد باشدان، الذي يخزّن نحو 54 مليون متر مكعب من المياه. وأضاف أن الحكومة تعمل على بناء سدود كبيرة في ولايات باكتيكا، لغمان، هلمند، وأرزوغان، مؤكداً أن المستثمرين يمكنهم زيارة أي موقع لتقييم المشاريع.
إدارة الموارد المائية في ظل الجفاف
فيما يخص اعتراضات دول الجوار، قال الملا منصور إن هناك اتفاقية واحدة مع إيران على نهر هلمند، مضيفاً أن الجفاف يؤثر على الأهالي المحليين قبل الدول المجاورة. وأوضح أن الحكومة تحرص على تلبية احتياجات سكان ولاية نيمروز أولاً، ومن ثم يتم منح إيران حصتها وفق الاتفاقية، وقد تم ذلك هذا العام بالفعل.
وعن تصريحات إيران التي اتهمت الحكومة الأفغانية بمنع حصتها من مياه نهر هلمند، قال الوزير: “نحرص على عدم الإضرار بعلاقاتنا مع الجيران، وخاصة الدول الإسلامية”، وأكد أن المياه المتوفرة حالياً قليلة بعد سنوات من الجفاف، وأن الحكومة ملتزمة بتوزيعها بما يحقق العدالة بين السكان المحليين والدول المجاورة.
مشاريع الطاقة والمياه الوطنية
أوضح الوزير أن جميع مشاريع السدود والطاقة يتم تمويلها بالكامل من الميزانية الوطنية، دون أي دعم أجنبي، مشيراً إلى وعود استثمارية من رجال أعمال محليين بمليارات الدولارات. وأكد أن الحكومة تهدف إلى إنتاج 10 آلاف ميغاواط من الكهرباء بحلول عام 2032 من مصادر متنوعة تشمل المياه، الرياح، الغاز، الطاقة الشمسية والفحم الحجري، مع تغطية كل أنحاء البلاد بالكهرباء.
معالجة نقص مياه الشرب
أما بالنسبة لأزمة مياه الشرب في العاصمة كابل، فأكد الوزير أن الحكومة وضعت عدة خطط، أبرزها تحويل مياه من بنجشير إلى كابل، واستغلال سدود مثل “شاه وعروس” لتوفير المياه لعشرات الآلاف من العائلات، إضافة إلى سد شاه توت الذي سيحل 99% من المشكلة بعد تنفيذ مراحله.
سدود نهر كونر واستثمار الموارد الوطنية
رداً على الشائعات حول اعتراض باكستان على بناء سدود على نهر كونر شرقي أفغانستان، قال الملا منصور إن القرار أفغاني خالص، وأن المشاريع ستعود بالنفع على جميع الأطراف، بما في ذلك باكستان. وأضاف أن السدود المخطط لها على نهر كونر ستنتج 1200 ميغاواط من الكهرباء، مشدداً على أن الحكومة ملتزمة بحق الشعب الأفغاني في استغلال المياه الوطنية.
نفياً للشائعات حول دور تركيا والصين
وحول الشائعات المتعلقة بالتخطيط التركي أو الدعم الصيني، نفى الوزير وجود أي تدخل خارجي، مؤكداً أن الحكومة الأفغانية تخطط وتنفذ مشاريعها بنفسها، وأن جميع المشاريع تُموَّل من الميزانية الوطنية. وأضاف أن إيران وتركمانستان على علم بظروف الجفاف والمعاناة في المناطق الجنوبية والغربية، وأن الحكومة الأفغانية تعمل على تلبية الاحتياجات المحلية أولاً.









