صحة

أعراض وأسباب التهاب المريء لدى الأطفال وطرق العلاج الفعّالة

تعد آلام المريء لدى الأطفال من الحالات التي تستوجب الانتباه والرعاية الفورية، حيث قد تشير بعض الأعراض إلى التهاب المريء، وهو اضطراب شائع ينتج غالباً عن تحسس أو عوامل أخرى تؤدي إلى تهيج بطانة المريء، وهي الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. ووفقاً للجمعية الألمانية للطب العام وطب الأسرة، تتضمن الأعراض التي قد تثير الشك بوجود التهاب في المريء عند الأطفال مجموعة من العلامات، أهمها:

  • رفض الطعام: قد يرفض الطفل تناول الطعام أو الشراب بسبب الألم الذي يصاحب عملية البلع.
  • الغثيان والقيء: من العلامات المتكررة التي قد تظهر نتيجة للالتهاب.
  • آلام البطن: تكون هذه الآلام غالباً متكررة وغير محددة الموقع.
  • آلام في الصدر: يمكن أن يشعر الطفل بألم في منطقة القفص الصدري.
  • صعوبات في البلع: قد تظهر على شكل ألم عند بلع الطعام، مما يسبب صعوبة في تناول الغذاء.
  • فقدان الوزن: نتيجة لفقدان الشهية وانخفاض كمية الطعام المتناولة.

أسباب التهاب المريء لدى الأطفال

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب المريء عند الأطفال، وغالباً ما يكون السبب هو الحساسية، سواء كانت حساسية أنفية أو غذائية، حيث تعتبر حساسية الحليب، البيض، القمح، أو الصويا من مسببات الحساسية الشائعة التي تهيج بطانة المريء. كما يمكن أن يكون الربو عاملاً مشتركاً، إذ يترافق أحياناً مع حالات التهاب المريء بسبب العوامل الالتهابية المشتركة التي تؤثر على الجهاز التنفسي والهضمي معاً.

طرق العلاج والتدخل الطبي

علاج التهاب المريء يعتمد على الأدوية وتغيير النظام الغذائي، ويكون الهدف هو تخفيف التهيج والالتهاب ومنع تكرار الأعراض. ومن أبرز الأدوية المستخدمة:

  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs): تعمل هذه الأدوية على تقليل إنتاج الأحماض في المعدة، مما يخفف من ارتجاع الحمض إلى المريء ويقلل من حدة الالتهاب.
  • الكورتيزون الموضعي: يعطى عن طريق الفم ويساعد على تقليل التهيج في بطانة المريء، لكنه يحتاج إلى متابعة طبية دقيقة لتجنب أي آثار جانبية طويلة الأمد.

في الحالات التي يعاني فيها الطفل من تضيق المريء نتيجة للالتهاب المزمن، يمكن أن يلجأ الأطباء إلى توسيع المريء باستخدام التنظير الداخلي، وهو إجراء يتم فيه توسيع المنطقة المتضيقة لتسهيل مرور الطعام وتخفيف الألم.

التعديلات الغذائية والتوجيهات الوقائية

لتقليل احتمالية تكرار الالتهاب، ينصح الأطباء باتباع نظام غذائي خالٍ من مسببات الحساسية المحتملة، ويشمل ذلك تجنب الأطعمة التي تسبب تحسساً للطفل مثل منتجات الألبان، البيض، والقمح. كما يُنصح بإضافة الأطعمة التي تكون مهدئة للمعدة وتحتوي على نسبة ألياف معتدلة.

أهمية التشخيص المبكر

يعد التشخيص المبكر عاملاً مهماً لتجنب تفاقم الحالة، حيث إن تجاهل الأعراض قد يؤدي إلى التهاب مريء حاد وتليفات أو تقرحات في بطانة المريء، مما يزيد من خطر المضاعفات ويفاقم من صعوبة العلاج.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

ينصح بمراجعة الطبيب إذا ظهرت على الطفل أحد الأعراض المذكورة واستمرت لفترة، أو إذا لاحظ الوالدان تكرار حالات التقيؤ أو فقدان الشهية بشكل غير طبيعي. قد يقوم الطبيب بتشخيص الحالة بناءً على الأعراض وقد يطلب فحوصات إضافية، مثل التنظير أو اختبارات التحسس الغذائي لتحديد مسببات الحساسية.

بتحقيق التوازن بين العلاج الدوائي والغذائي، يمكن السيطرة على أعراض التهاب المريء وتجنب المضاعفات المحتملة، مما يعزز من صحة وسلامة الطفل ويتيح له الاستمتاع بحياة خالية من الألم والمعاناة.

زر الذهاب إلى الأعلى