رياضة

أردا غولر.. من شوارع أنقرة إلى مجد البرنابيو: رحلة كفاح شابٍ تركي أصبح حلم ريال مدريد

نشر النجم التركي الشاب أردا غولر، لاعب ريال مدريد وأحد أبرز المواهب الصاعدة في عالم كرة القدم، مقالًا شخصيًا مؤثرًا عبر صحيفة The Players’ Tribune، بعنوان “رسالة إلى أطفال وطني”، شارك فيه تفاصيل رحلته الملهمة من طفولته المتواضعة في أنقرة وصولًا إلى ارتداء قميص النادي الملكي.

شغف الطفولة.. بين “فيفا 17” وواقع الشارع

استهل غولر مقاله بذكريات الطفولة، حيث عبّر عن ولعه بلعبة “فيفا 17” على جهاز البلاي ستيشن، وكيف كان يتوسل لوالده من أجل شرائه. لكن الواقع كان مختلفًا، فقد أمضى معظم وقته في لعب الكرة في الشارع بدلًا من ألعاب الفيديو، وهو ما ساعده على صقل موهبته الفطرية مبكرًا.

فقر مدقع وقرار مصيري

كشف غولر عن الصعوبات المالية التي واجهتها عائلته، وكيف أن والده اضطر ذات يوم لإغلاق المتجر العائلي، المصدر الوحيد للدخل، قائلًا له بعبارة لن ينساها: “يا بني، علينا إغلاق المتجر”. مشهد ترك أثرًا بالغًا في نفسه، خاصة حين كان يخجل من مصارحة أصدقائه بعدم قدرته على شراء الحلوى.

من أنقرة إلى إسطنبول.. بداية الحلم

عند بلوغه الثالثة عشرة، اضطر غولر إلى مغادرة مسقط رأسه للانضمام إلى فنربخشة في إسطنبول. قرار لم يكن سهلًا على عائلته، لكنه كان خطوة حاسمة نحو الاحتراف. وعد والدته – التي بكت يوم رحيله – بأنه سيجعلها فخورة، وبالفعل وفى بوعده.

حلم تحقق في مدريد

في يوليو 2023، أعلن ريال مدريد رسميًا التعاقد مع غولر بعقد يمتد حتى 2029. اللاعب وصف انتقاله للنادي الملكي بأنه “أشبه بحفل زفاف”، مضيفًا: “ريال مدريد كان حلمي منذ البداية، لم أصدق أنه تحقق بهذه السرعة”.

ومن بين اللحظات التي لم ينساها كانت مكالمة بالفيديو من المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي قال له بثقة: “أردا، مستقبلك هنا، قد لا تبدأ مباشرة، لكن فرصتك ستأتي، خصوصًا عندما يتقدم مودريتش وكروس في السن”.

لقب طريف في غرفة الملابس

روى غولر قصة طريفة من داخل غرفة ملابس ريال مدريد، حيث خاطب لوكا مودريتش بـ”أبي” – وهو تعبير شائع في تركيا للدلالة على الاحترام – مما أثار استغراب زميليه ألابا وروديغر، اللذين تبنيا اللقب وأطلقا عليه “أردا أبي”.

صبر وثقة في المستقبل

أعرب غولر عن تفهمه لرغبة الجماهير التركية في رؤيته أساسيًا مع ريال مدريد، مؤكدًا أنه يشاركهم الطموح ذاته، لكنه يثق في الخطة التي رسمها له النادي. واختتم بالقول: “حين يقول أنشيلوتي إن بإمكاني أن أكون من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، فهذا يعكس ثقة النادي بي”.

أردا غولر، الذي أثبت حضوره في وسط ملعب يفيض بالنجوم، يواصل طريقه بثبات ليصبح أحد أعمدة ريال مدريد المستقبلية، حاملاً معه قصة ملهمة عنوانها: الإيمان، الصبر، والاجتهاد.

زر الذهاب إلى الأعلى