صحة

هل يرتبط التفكير الإيجابي بذكاء أقل؟

تسلط دراستان نُشرتا العام الماضي الضوء على التفكير الإيجابي وتجنب المشاعر السلبية، ولكنهما أثارتا بعض الاستفسارات بشأن فعالية هذه النهج. دراسة نُشرت في مجلة “الشخصية وعلم النفس الاجتماعي” كشفت أن التشاؤم يمكن أن يكون مؤشرًا على ذكاء أعلى، وخصوصًا فيما يتعلق بالشؤون المالية وريادة الأعمال. يقول الباحث الرئيسي للدراسة، الدكتور كريس داوسون، إن هذا التشاؤم قد ينبع من تحيزات ذاتية تنشأ بسبب تدني القدرة المعرفية.

بالمقابل، دراسة أُخرى نشرت في “إيموشين” ركزت على كيفية استجابتنا للمشاعر السلبية، ووجدت أن قبولنا لهذه المشاعر كجزء من الحياة يمكن أن يقلل من احتمالات الإصابة بالقلق والاكتئاب. يؤكد الدكتور نيك مورغان، الذي يقتبس في المقال، أن العواطف السلبية تحمل أحيانًا رسائل هامة، مثل تحذير من التهديدات أو الاضطرار للتعامل مع التحديات.

بناءً على هذه الدراسات، يُشير مورغان إلى أهمية الحفاظ على توازن بين التفاؤل والواقعية. يقول إن التفاؤل قد يكون مهمًا للبدء في مغامرات جديدة، ولكن الواقعية تلعب دورًا أساسيًا في توجيه توقعاتنا وتساعدنا على التعامل مع الإحباطات بشكل صحيح. يجب علينا أن نتعلم استيعاب مشاعرنا السلبية وفهمها كعلامات توجيهية دون الوقوع في الإدانة المسبقة.

هذه الدراسات تلقي الضوء على أهمية التوازن بين التفاؤل والواقعية في تجربتنا اليومية. على الرغم من أن التفاؤل يمكن أن يكون محفزًا قويًا للإنجازات والتحديات الجديدة، إلا أن الواقعية تعمل كعامل توجيهي يساعدنا على تحديد توقعاتنا بشكل أكثر دقة وإدراك للمخاطر المحتملة.

بالإضافة إلى ذلك، يُظهر الاحترام للعواطف السلبية وقبولها كجزء طبيعي من الحياة أهمية فهم الرسائل التي تحملها والتي قد تكون ضرورية للتأقلم والنمو الشخصي. فالاستجابة بشكل إيجابي لهذه المشاعر يمكن أن يسهم في تحسين الصحة العقلية والعاطفية.

باختصار، يُشجعنا البحث على التفكير بشكل متوازن وشامل، مع تقدير لكل جانب من جوانب تجربتنا العاطفية والعقلية، وهذا يساعدنا على تحقيق التوازن والسلام الداخلي في حياتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى