الأخبار العالمية

مستشرق إسرائيلي: قوة عقيدة القتال لدى حماس تجعلها قادرة على الانتصار

قال المستشرق الإسرائيلي، الدكتور مردخاي كيدار، الذي يشغل منصب محاضر في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، إن أساس قوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يتجلى في عقيدتها الراسخة وفهمها العميق، وإيمانها بأنها تقاتل من أجل الله. وأشار إلى أن معايير النجاح والانتصار تختلف بين حماس والمجتمع الإسرائيلي، مما يجعل الانتصار يتجلى كشريك لحماس وفلسطينيي غزة.

وفي حوار تلفزيوني على القناة 14 الإسرائيلية، أوضح كيدار أن المجتمع الإسرائيلي يقيم أداء الجندي بالمعارك، في حين ترى حماس النجاح بأبعاد مختلفة، حيث يكفي أن يظل مقاتل واحد حيًا، حتى لو كان مصابًا وبقيت لديه إصبعان فقط، سيقف على أطلال مسجد مدمر يرفع راية النصر. وأوضح أن معنى البقاء والصمود يختلف بين الطرفين في النزاع، حيث يرى المجتمع الإسرائيلي البقاء بمجرد النجاة من الحرب، بينما ترى حماس البقاء في الصمود ورفع راية النصر.

وفي ختام حديثه، أكد كيدار على ضرورة فهم عقيدة حماس وتفكيرها، وأهمية التمييز بين المعايير المختلفة للنجاح والهزيمة، مشددًا على أن هذا الفهم يسهم في تحقيق تفاهم أوسع بين الأطراف المتصارعة.

المكون الديني

في رده، الذي أتى من خبير الثقافة العربية والإسلامية، الدكتور مردخاي كيدار، الذي خدم لمدة 25 عامًا في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، على سؤال قناة البحرين حول من يستسلمون ويرمون أسلحتهم من حركة حماس، أجاب بتحديق: “كم واحد استسلم، وكم واحد بقي داخل الأنفاق؟ قل لي، أليس الآلاف منهم يقاتلون؟ السرد ليس كما نراه اليوم، في حماس ينظرون إلى المستقبل”.

وفي استجابته للسؤال حول تفوق الشعب اليهودي باعتباره شعب الله المختار والخالد، رد كيدار بتساؤلات حيوية: “هل ستستمر الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى الأبد؟ هل ستظل أوروبا على دعمها؟ هل سيظل المجتمع الإسرائيلي داعمًا لنا إلى الأبد؟ إن هذه أسئلة ذات أهمية بالغة”.

وأكد المستشرق الإسرائيلي أهمية البُعد الديني والعقائدي في الصراع بين حماس والجيش الإسرائيلي، قائلاً: “تتجلى أهمية العنصر الديني والعقائدي بشكل كبير في الصراع بين حماس والجيش الإسرائيلي. هناك آية في القرآن تقول إن الله مع الصابرين، وهذا يعني أنهم يؤمنون بأن الله مع الذين يمتلكون القدرة على الصبر لفترة طويلة. المفهوم اللغوي لكلمة ‘الصبر’ يختلف بيننا وبينهم، وفي اللغة العبرية، لا يوجد حتى مصطلح للصبر”.

وفي ختام تعليقه، ألمح كيدار إلى مفهوم الصبر في الإسلام ولدى حماس، حيث قال: “لديهم تصور للصبر، وهو أن يبقى شخص في نفق لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر دون رؤية ضوء النهار، مع صعوبة في الحصول على طعام، ثم يخرج ويحمل بندقية من طراز كلاشينكوف ويقاتل اليهود. لماذا؟ لأن لديهم القدرة على الصبر لفترة طويلة”.

فقاعة إسرائيلية

في إجابته عن التساؤل المتعلق بتصريحه حول انحياز الإسرائيليين إلى افتراض وجود اختلال في معايير الإيمان والمعتقدات والصبر في القتال، وأن انكسار حماس أو استسلام مقاتليها يعتبر خيالاً إسرائيلياً لا يتناسب مع الواقع، قال الدكتور مردخاي كيدار: “الإسرائيليون يعيشون داخل الفقاعة الإسرائيلية، بينما يعيشون (أعضاء حماس) من أجل الله… الله معهم… إنهم مقاتلون في سبيل الجهاد… ونحن مقاتلون من أجل حرية إسرائيل”.

وفي تكملة لردي، قال: “يوماً ما كنت في حوار مع وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، وأخبرتها بأن التركيبة الدينية تسيطر على الفلسطينيين، إنهم يقاتلون في سبيل الله، وعندهم الله يشكل العنصر الأساسي في الصراع”.

وأضاف بتوضيح: “بينما في مجتمعنا، إذا كان الرب حاضرًا في الملعب، سيكون لاعب احتياط… وهذا يمثل فارقًا هائلًا فيما يتعلق بالقدرات النفسية والاجتماعية والجسمانية، وهي القدرات التي تؤثر بشكل كبير على الإيمان والمعتقدات”.

وفي ختام تصريحه، أكد كيدار على أن “قدرة حماس على الإيمان والتمسك بالعقيدة هي هائلة وعظيمة. لا أقول أن قدرتنا غير هامة، إنهم يخوضون حربًا دينية، ولكن على الأقل جزءًا كبيرًا من مجتمعنا لا يمتلك المعتقد الديني في الحرب”.

زر الذهاب إلى الأعلى