اقتصاد

كيف تتكيف الشركات مع اضطرابات سلاسل التوريد؟

كيف تتكيف الشركات مع اضطرابات سلاسل التوريد؟

الاضطرابات الأخيرة في عدة مناطق حول العالم أدت إلى تفاقم التحديات التي يواجهها مديرو سلاسل التوريد العالمية. تسلط هذه الاضطرابات، مثل انهيار الجسر في ميناء بالتيمور، والزلزال في تايوان الذي أثّر على إنتاج الرقائق الدقيقة، والتوترات الجيوسياسية مثل هجمات الحوثيين والصراع في أوكرانيا والحرب الإسرائيلية على غزة، الضوء على هشاشة شبكات التجارة العالمية، حسب ما ذكرت صحيفة “إيكونوميست”.

وترى الصحيفة أن الحديث عن أهمية تكريس المرونة في سلاسل التوريد قد عاد بقوة خلال جائحة كوفيد-19، حيث دعت بعض الأصوات إلى التحول نحو إستراتيجيات تتضمن بناء مخزونات أكبر للتصدي للأضطرابات. ومع ذلك، يأتي هذا النهج بتكلفة كبيرة، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة ونقص مساحة المستودعات وزيادة تكاليف الشحن.

يستغرق وصول سفن الشحن التجاري وقتاً أطول إلى وجهاتها النهائية، مما يزيد من الضغط على سلاسل التوريد. وزيادة المخزونات تعني أعباءاً مالية إضافية.

ووفقاً لـ “جي بي مورغان تشيس”، فإن الشركات المدرجة في مؤشر “S&P 1500” كان لديها بحلول نهاية عام 2022 أكثر من 600 مليار دولار مرتبطة برأس المال العامل، بزيادة تصل إلى 40% عن مستويات ما قبل الوباء. وهذه الأموال يمكن استخدامها للاستثمار في تحقيق النمو المستقبلي.

على الرغم من التركيز على زيادة المرونة، يسعى العديد من الرؤساء التنفيذيين جاهدين لتقليل هذه الأعباء الرأسمالية، حيث يؤكد أحد المسؤولين التنفيذيين أن كل دولار مرتبط برأس المال العامل يمثل فرصة للاستثمار في النمو المستقبلي.

وتشير الصحيفة إلى أن الفارق بين الصناعات واضح، حيث نجح تجار التجزئة في خفض نسب المخزون إلى المبيعات، بينما احتفظت الشركات المصنعة بمخزون أكبر خلال العقود الثلاث الماضية.

ويشير خبير من “براند إستراتيجي غروب” إلى أن تجار التجزئة استفادوا من قربهم من المستهلكين لإملاء الشروط، مما دفع الشركات المصنعة للاحتفاظ بمزيد من المخزون.

وبسبب التجارة الإلكترونية، ازدادت هذه الديناميكية تعقيداً، حيث سيطرت عمالقة مثل أمازون وتارغت وول مارت على تفضيلات المستهلكين.

استجابة للضغوط، يختار بعض الشركات بناء طاقة إنتاجية احتياطية بدلاً من زيادة مستويات المخزونات، وهو ما يأتي بتكاليفه الخاصة مثل الحفاظ على المرافق غير المستخدمة بشكل كافي.

علاوة على ذلك، قد تؤدي التوقعات غير الدقيقة للطلب إلى تفاقم المشكلة، مما يؤدي إلى زيادة المخزونات وتقييد رأس المال.

وتعمل بعض الشركات المصنعة على تقليل تنوع السلع التي تنتجها لتبسيط إدارة المخزون وتقليل التكاليف.

على الرغم من أن بعض الشركات المصنعة قد تمكنت من تلبية الطلب في حالات نقص المنتجات، فإن الاتجاه العام يشير إلى تزايد ضغوط سلسل

زر الذهاب إلى الأعلى