الأخبار العالمية

قطر تعبر عن تفاؤل حذر بشأن هدنة جديدة في غزة وتنتظر رد حماس

قطر تعبر عن تفاؤل حذر بشأن هدنة جديدة في غزة وتنتظر رد حماس

شهد يوم الخميس جهودًا مكثفة ومبادرات دولية للتوصل إلى تسوية هادئة في قطاع غزة، حيث تبادلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل مقترحات لوقف إطلاق النار وإجراء صفقة تبادل أسرى.

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن الاجتماع الرباعي في باريس الذي ضم الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر، أسفر عن مقترح مقبول من الجانب الإسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار، في حين أبدت حركة “حماس” استعدادها للمبادرة بأجواء إيجابية.

في حديثه خلال ندوة نظمها معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز الأميركية، أعرب الأنصاري عن تفاؤله بأن تسفر الجهود الحالية عن تحقيق هدنة، مشيرًا إلى أن التركيز حاليًا يتجه نحو تحديد تفاصيل الهدنة الإنسانية.

وأكد المتحدث أن الاتفاق بين الطرفين يعزز التفاؤل، لكنه أشار إلى تحديات تواجه الوسطاء في هذه العملية.

تمكنت الوساطة القطرية بدعم من مصر والولايات المتحدة من التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر الماضي، والتي استمرت لمدة أسبوع وأدت إلى إطلاق سراح 240 أسيرًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال مقابل إطلاق أكثر من 100 محتجز لدى حماس في غزة، بما في ذلك نحو 80 مواطن إسرائيلي.

اجتماعات إسرائيلية

تبدأ مساء اليوم الخميس، في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب، جلسة لمجلس الحرب الإسرائيلي لمناقشة صفقة تبادل الأسرى، تليها جلسة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.

وتشير تقارير قناة 12 الإسرائيلية إلى أن النقاش سيتمحور حول عدد الأسرى المفرج عنهم في إطار الصفقة، مع تأكيد مصادر سياسية إسرائيلية أن الخلاف المتوقع في المفاوضات سيتعلق بأسماء الأسرى بدلاً من عددهم.

في الوقت نفسه، نظمت عائلات المحتجزين الإسرائيليين مظاهرة أمام مقر وزارة الدفاع للمطالبة بالتوصل إلى صفقة تبادل.

من ناحية أخرى، أشار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى عدم رغبته في تضليل عائلات المحتجزين، معبرًا عن اعتقاده بعدم إمكانية التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي. وأضاف أن إرسال المساعدات إلى غزة يتعارض مع أهداف الحرب، معلنًا عن محادثاته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن هذا الأمر وعن توقعاته بتغيير الوضع قريبًا.

وأكد أيضًا على أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بتلاشي آمال العرب في إقامة دولة عربية على حساب الدولة اليهودية.

اقتراحات مفترضة

وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، يدرس مسؤولون في حركة حماس اقتراحًا يتكون من ثلاث مراحل. تنص المرحلة الأولى من الاقتراح على هدنة مدتها ستة أسابيع، خلالها يتعين على إسرائيل الإفراج عن ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 محتجزًا إسرائيليًا، مع إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة بواقع 200 إلى 300 شاحنة يوميًا.

من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول فلسطيني، وصفته بأنه قريب من المحادثات دون تسميته، أنه من غير المحتمل أن ترفض حماس الاقتراح المطروح لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع، لكنها لن توقع عليه دون ضمانات بشأن التزام إسرائيل بإنهاء الحرب.

وأوضح المسؤول الفلسطيني أن الاتفاق المقترح يتضمن مرحلة أولى تدوم 40 يومًا تشهد فيها توقفًا للقتال، مع إطلاق سراح المدنيين المتبقين من بين أكثر من 130 محتجزًا لدى حماس، مع وجود مراحل أخرى تتضمن إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين وتسليم جثث المحتجزين القتلى.

من جانبها، تتحدث الحكومة الإسرائيلية عن إمكانية هدنة، ولكنها تؤكد استمرارها في الحرب ضد حماس حتى القضاء عليها، وإطلاق سراح المحتجزين، وحصولها على ضمانات بشأن أمن إسرائيل في المستقبل.

تحت ضغط من عائلات المحتجزين لتحرير أقاربهم في غزة، ومن أعضاء حكومته الرافضين لتنازلات كبيرة، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً قبل يومين “نعمل على تحقيق تفاهم جديد لتحرير رهائننا، ولكن ليس بأي ثمن”.

تحركات أميركية

في سياق الجهود المستمرة لتحقيق هدنة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، أعلن مسؤول أمريكي أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيقوم “في الأيام المقبلة” بزيارة إلى المنطقة، دون تحديد الدول التي سيزورها.

ووفقًا لما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية، من المتوقع وصول مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن الخاص، آموس هوكستين، إلى إسرائيل في بداية الأسبوع المقبل.

من جانبه، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم عن التزامه الجاد بالعمل على إيجاد وسيلة لإعادة الرهائن، وإنهاء الأزمة الإنسانية، وتحقيق السلام بين غزة وإسرائيل من خلال التركيز على حل الدولتين.

وأكد بايدن على أهمية بناء دولتين مستقلتين وشعبين يعيشان جنبًا إلى جنب، مؤكدًا على جهوده المستمرة لتحقيق هذا الهدف.

زر الذهاب إلى الأعلى