قرار مصيري لإسرائيل: توجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية
تواجه إسرائيل قرارًا حاسمًا بشأن إمكانية توجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية، في ظل تزايد التحذيرات من المخاطر والتبعات الإقليمية والدولية المحتملة لهذا الهجوم.
تتناول صحيفتا “يديعوت أحرنوت” و”معاريف” هذه المعضلة المعقدة من زوايا مختلفة، حيث تعكسان توافقًا إسرائيليًا على ضرورة مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وتبرز كل منهما تباين الآراء حول الطريقة المثلى للقيام بذلك، بالإضافة إلى تقدير العواقب المحتملة.
خيارات إيران وإسرائيل
في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أشار المحلل الإسرائيلي نداف أيال إلى أن هناك قرارين رئيسيين يتعين اتخاذهما في المنطقة. الأول يتعلق بالقيادة الإيرانية، حيث يتعين على المرشد الأعلى علي خامنئي الاختيار من بين ثلاثة خيارات:
- هجوم واسع النطاق على إسرائيل.
- تنفيذ عملية مركزة ومؤلمة.
- الصبر الإستراتيجي لإعادة بناء القدرات العسكرية لحزب الله.
ورغم أن إيران قد جربت الخيار الأول وفشلت في أبريل الماضي، إلا أنها لا تزال تحاول تنفيذ هجوم مؤلم على إسرائيل.
أما القرار الثاني، فهو يعود للقيادة الإسرائيلية، حيث يرى أيال أن خيار توجيه ضربة وقائية للمنشآت النووية الإيرانية أصبح أكثر واقعية مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة بعد الضغوط التي تعرضت لها كل من حزب الله وحركة حماس.
ومع ذلك، يحذر أيال من أن الوضع الحالي قد لا يستمر طويلاً، ويشير إلى أن التوقيت السياسي قد يمنح إسرائيل فرصة نادرة للهجوم دون معارضة كبيرة من الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن تكون العواقب الإقليمية “تاريخية”.
مخاطر وتحديات الهجوم
يشير أيال إلى أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة، حيث لا تستطيع تدمير جميع أجهزة الطرد المركزي أو القدرات النووية الإيرانية. ومع ذلك، فإن تدمير 40% من هذه القدرات قد يحدث صدمة على المستوى العالمي. ولكنه يحذر من أن الهجوم قد يمنح إيران شرعية دولية للاستمرار في برنامجها النووي، مما يعني أن مواجهة إيران بشكل مباشر قد تستغرق سنوات، في حين لا يزال حزب الله وحماس يمثلان تهديدًا عسكريًا.
كما يتناول الكاتب التحديات المحتملة مثل استهداف إيران للقوات الأميركية أو الدول العربية، واحتمال التدخل الروسي في حال وقوع هجوم. ويؤكد على أن الدفاعات الجوية الإيرانية تمثل تحديًا كبيرًا، حيث يمكن لإيران الرد بقوة على أي هجوم.
أهمية التحالف الدولي
في مقابلة مع صحيفة “معاريف”، أكد المقدم (احتياط) يارون بوسكيلا ضرورة تدمير المنشآت النووية الإيرانية، لكنه شدد على أهمية التحالف الدولي في أي خطوة عسكرية. ورغم قدرة إسرائيل على إلحاق أضرار كبيرة، إلا أنها لن تستطيع تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل دون دعم دولي.
وأشار بوسكيلا إلى أن الهجوم على إيران سيؤثر على الأسعار العالمية للنفط والغاز، مما يستدعي التنسيق مع الدول الكبرى لتجنب أزمات اقتصادية.
ورغم إمكانية أن تقدم إسرائيل على الهجوم بمفردها إذا لزم الأمر، إلا أنه من الضروري أن تحظى بدعم دولي لضمان نجاح العملية بشكل كامل.
