دراسة: هذه الأدوية قد تساهم في الوقاية من الخرف

يعاني مرضى الخرف من تدهور تدريجي في جودة حياتهم يؤثر سلبًا عليهم وعلى أسرهم، إذ تتسبب هذه الحالة بمجموعة من الأعراض مثل ضعف الذاكرة واضطرابات التفكير، مما يعيق أداء الأنشطة اليومية. وبينما لا يزال الطب يبحث عن علاج جذري للخرف، كشفت دراسات حديثة عن وجود أدوية قد تسهم في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض.
وفي تقرير نشرته صحيفة “التلغراف” البريطانية، تم استعراض خمس أدوية أظهرت نتائج واعدة في خفض احتمالية الإصابة بالخرف، وهي كالتالي:
1. لقاح الحزام الناري (الهربس النطاقي)
أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد، نُشرت في مجلة Nature في أبريل/نيسان 2025، أن تلقي لقاح الحزام الناري في منتصف العمر أو بعده لا يقتصر على الوقاية من الطفح الجلدي المؤلم فحسب، بل قد يقلل أيضًا خطر الإصابة بالخرف.
ووفقًا للدراسة، فإن اللقاح قد يمنع حالة واحدة من بين كل خمس حالات خرف خلال فترة 7 سنوات.
الباحث الدكتور باسكال غيلدسيتزير أشار إلى أن هذه النتائج تعزز فرضية أن أمراضًا مثل ألزهايمر قد تكون مرتبطة بعدوى فيروسية، خصوصًا أن فيروس “الحماق النطاقي” يبقى كامنًا في الجهاز العصبي لسنوات، وقد يعاد تنشيطه لاحقًا مؤديًا إلى أضرار دماغية محتملة.
2. أدوية خفض الكوليسترول (الستاتينات)
رغم الشكاوى الشائعة من آثارها الجانبية، كشفت دراسة كورية موسعة -شملت أكثر من 570 ألف شخص ونُشرت في مجلة Journal of Neurology, Neurosurgery & Psychiatry في أبريل 2025- أن الستاتينات تقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 13%.
وتعزز هذه النتيجة نظرية علمية تُعرف بـ”نموذج غزو الدهون”، والتي تفترض أن تسرب الكوليسترول الضار (LDL) إلى الدماغ نتيجة ضعف الحاجز الدموي الدماغي مع التقدم بالعمر، قد يكون أحد أسباب ألزهايمر. وبالتالي، فإن التحكم بمستويات الكوليسترول قد يوفر حماية إضافية للدماغ.
3. الفياغرا (سيلدانيفيل)
وفق دراسة أجرتها جامعات بريطانية بقيادة جامعة أكسفورد ونُشرت في يونيو 2024 بمجلة Circulation Research، فإن دواء الفياغرا يساعد على تحسين تدفق الدم في الأوعية الدقيقة والكبيرة داخل الدماغ، مما يساهم في تقليل خطر الخرف الوعائي.
وأوضحت الدراسة أن الفياغرا تقلل من مقاومة الأوعية الدموية وتزيد من إنتاج أكسيد النيتريك، وهو مركب يعزز عملية تثبيت الذكريات وتحويلها من قصيرة إلى طويلة الأمد، مما قد يكون له أثر إيجابي على القدرات الإدراكية مع التقدم بالعمر.
4. عقاقير “GLP-1” مثل سيماغلوتيد
أصبح عقار سيماغلوتيد، المعروف تجاريًا باسم “أوزمبيك” و”ويجوفي”، شائعًا لفقدان الوزن، لكنه قد يلعب دورًا في الوقاية من الخرف كذلك. دراسة من جامعة أكسفورد نُشرت في EClinicalMedicine عام 2024، أظهرت أن المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني الذين تناولوا أدوية تحاكي هرمون GLP-1 كانوا أقل عرضة للإصابة بألزهايمر مقارنة بمن تناولوا أدوية أخرى.
كما بيّنت دراسة ثانية من جامعة إمبريال كوليدج لندن، نشرت في يناير 2025، أن عقار “ليراغلوتايد” أبطأ انكماش الدماغ بنسبة 50% لدى مرضى ألزهايمر في مراحله المبكرة. ويُعتقد أن هذه الأدوية تحفّز إصلاح الخلايا العصبية وتقلل الالتهاب، ما يساعد في حماية الدماغ من التدهور.
5. لقاح السل (BCG)
تُشير أبحاث نُشرت في مجلة Alzheimer’s & Dementia في يناير 2025 إلى أن لقاح السل (BCG) قد يكون له دور غير مباشر في الوقاية من الخرف.
قام باحثون من جامعات عالمية بتحليل بيانات أكثر من 130 مليون شخص، وتوصّلوا إلى أن اللقاح قد يعزز الجهاز المناعي بشكل عام، مما قد يقلل من احتمالية الإصابة بانحدار إدراكي في المراحل المتقدمة من العمر.
ووفقًا للدكتور بن إندروود، الباحث في جامعة كامبردج، فإن الأثر الوقائي المحتمل للقاح قد لا يكون مباشراً على الدماغ، بل نتيجة لتعزيز مناعة الجسم ومكافحة الالتهابات المرتبطة بالخرف.
خاتمة
في الوقت الذي لا يزال فيه الطب عاجزًا عن تقديم علاج نهائي للخرف، تشير هذه الدراسات إلى وجود أمل في تقليل خطر الإصابة بالمرض عبر بعض الأدوية واللقاحات الشائعة. ومع ذلك، تبقى الحاجة قائمة لإجراء المزيد من الأبحاث الموسعة لتأكيد هذه النتائج وفهم الآليات الدقيقة التي تفسر هذا التأثير الوقائي.