صحة

دراسة جديدة تكشف كيف تُضعف الشيخوخة الخلايا العظمية وتفتح آفاقًا لعلاج هشاشة العظام

كشفت دراسة علمية حديثة عن تفاصيل دقيقة للتغيرات التي تطرأ على الخلايا المكوّنة للهيكل العظمي مع التقدم في العمر، مما يؤدي إلى ضعف بنية العظام وزيادة هشاشتها واحتمال تعرضها للكسور. وتمثل نتائج هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تطوير علاجات أكثر فعالية لهشاشة العظام المرتبطة بالشيخوخة.

وأُجريت الدراسة على يد فريق من الباحثين في جامعة تكساس بمدينة أوستن الأميركية، ونُشرت في مجلة “سمول” (Small)، كما تناول موقع “يوريك أليرت” أبرز ما ورد فيها.

تأثير الشيخوخة على الخلايا العظمية

يتكون نسيج العظام من أربعة أنواع رئيسية من الخلايا: الخلايا البانية للعظم (Osteoblasts)، الخلايا العظمية (Osteocytes)، الخلايا الهادمة للعظم (Osteoclasts)، والخلايا المبطّنة للعظم (Bone lining cells). وتشكل الخلايا العظمية الغالبية، وهي المسؤولة عن مراقبة التغيرات الكيميائية والميكانيكية في البيئة المحيطة بالعظام، كما توجه عمليات البناء والهدم للحفاظ على توازن صحي في الهيكل العظمي.

لكن مع التقدم في السن، تبدأ هذه الخلايا بالتعرض لتغيرات بنيوية وميكانيكية نتيجة الإجهاد والشيخوخة، مما يقلل من قدرتها على استشعار الإشارات الميكانيكية، وبالتالي يضعف دورها في تنظيم قوة العظام وصلابتها.

التصلب الخلوي ودوره في هشاشة العظام

تُطلق الخلايا العظمية المسنّة، وهي خلايا تالفة توقفت عن الانقسام دون أن تموت، مزيجًا من الجزيئات السامة التي تؤدي إلى التهابات وتلف في الأنسجة المحيطة. كما تبدأ هذه الخلايا بفقدان مرونتها وتتحول إلى خلايا متصلبة، ما يضعف أداءها الحيوي.

وفي تعليقها على الدراسة، أوضحت البروفيسورة مريم تيلتون، أستاذة الهندسة الميكانيكية بجامعة تكساس والباحثة المشاركة، أن “الهيكل الداخلي للخلايا العظمية يشبه الأعمدة الداخلية في المباني، وعندما تصبح هذه الأعمدة قاسية وغير مرنة، يعجز المبنى عن التكيف مع التغيرات والضغوط الخارجية، مما يعرضه للانهيار. الأمر ذاته ينطبق على الخلايا العظمية، فمع تصلبها تفقد القدرة على تنظيم عملية إعادة بناء العظام، مما يُسهم في ضعف الكتلة العظمية”.

وأضافت تيلتون: “نحن ندرس كيف يمكن للإشارات الميكانيكية أن تعيد تنشيط الخلايا المسنّة، أو تحفز على التخلص منها تمامًا”.

أفق علاجي جديد

يعتزم الفريق البحثي توسيع نطاق دراسته لاستكشاف تأثير عوامل ضغط مختلفة على الخلايا العظمية، وكذلك تقييم فاعلية التدخلات العلاجية الممكنة لإبطاء أو عكس عملية الشيخوخة الخلوية. ويُتوقع أن تُمهّد هذه الأبحاث الطريق أمام تطوير علاجات مستهدفة لهشاشة العظام، خاصة لدى كبار السن.

زر الذهاب إلى الأعلى