الأخبار العالمية

توماس فريدمان: تحليل الأسباب التي تجعل غزو غزة خطأً استراتيجيًا لإسرائيل

توماس فريدمان: تحليل الأسباب التي تجعل غزو غزة خطأً استراتيجيًا لإسرائيل

قد أشار الكاتب الأميركي توماس فريدمان إلى أن غزو إسرائيل المحتمل لقطاع غزة لن يقتصر على كونه هزيمة تكتيكية أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقط، بل قد يتحول إلى أزمة إستراتيجية تمتد على المدى الطويل. واستند فريدمان في تحليله إلى رد جندي يبرر الغزو المحتمل باعتباره محاولة لاستعادة الشرف لإسرائيل والقضاء على التهديد من غزة. ومع ذلك، شدد الكاتب على أن الجذور العميقة للحركات الإسلامية والجهادية تعني أن القضاء عليها بشكل نهائي يظل تحديًا صعب المنال، حيث يمكن لتلك الحركات الوصول إلى إمدادات لا نهائية من الشباب المهان، مما يجعل التعبئة للفوضى ممكنة.

نسف اتفاقيات أبراهام

أعرب الكاتب توماس فريدمان عن دعمه لرأي الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أشار فيه إلى أن احتلال إسرائيل لقطاع غزة مرة أخرى سيكون خطأً كبيرًا، حيث قد يقود إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط ويعرض ثلاثة من أهم مصالح السياسة الخارجية الأميركية للخطر. ورأى فريدمان أن دخول إسرائيل لغزة في الوقت الحالي سيضر باتفاقيات أبراهام ويعقد الأوضاع في مصر والأردن، ويجعل التطبيع مع السعودية أمرًا مستحيلاً. كما أنه سيؤدي إلى تفجير الوضع في الضفة الغربية وزيادة التوتر بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين، وبالتالي يخدم استراتيجية إيران.

وشدد الكاتب على عدم مؤهلية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإدارة حرب بشكل عقلاني، داعيًا إياه إلى دعوة لانتخابات جديدة ليظهر التزامه بالمصلحة الوطنية. وأقترح أن تعلن إسرائيل عن تخليها عن فكرة غزو غزة، بدلاً من ذلك يمكن البحث عن وسائل جراحية للتعامل مع حماس ومحاولة تحقيق مقايضة منطقية بدلاً من الغزو، مما يساعد في تجنب الصدمات ويوفر وقتًا للتفكير في بناء بدائل لحماس مع الفلسطينيين.

إجابات واضحة

في حال كانت إسرائيل تتجه نحو دخول غزة بهدف القبض على قيادة حماس وتصفيتها، يجب عليها التأكد من وجود قيادة فلسطينية شرعية تستلم المسؤولية بعد إزالة حماس. يتعين على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يطلب إجابات واضحة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل فوات الأوان بشأن من سيدير غزة وكيف ستتعامل إسرائيل مع هذا الوضع. إذا كانت إسرائيل تنوي حكم غزة، يجب عليها توضيح مواقفها حيال إعادة بناء البنية التحتية المتضررة، وإنشاء مستوطنات جديدة، والالتزام بحدود غزة، ووجود خطة لدعم إعادة بناء السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

إذا أعلنت إسرائيل تخليها عن فكرة غزو غزة في الوقت الراهن، سيكون لذلك تأثير إيجابي، حيث ستخيب الخطة الحربية التي تخطط لها إيران وتضرب حزب الله وتسبب خيبة أمل لحماس. سيؤدي هذا القرار إلى تقويض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيقلل من الضغوط على الأميركيين بشأن إرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، كما سيخفف التوترات في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى