توماس فريدمان استمرار الصراع في غزة يغرق إسرائيل في الوحل
“توماس فريدمان ينبه إلى خطورة استمرار إسرائيل في غزو غزة: الوقوع في وحل الصراع الدائم”
بدأ الكاتب الأميركي توماس فريدمان بتوجيه تحذير شديد إلى إسرائيل، حيث يعبر عن قلقه العميق من تواصل الحملة البرية في غزة وما قد يترتب عليها من تداول في وحل الصراع. يتساءل فريدمان عن احتمال تحمل إسرائيل مسؤولية كل جوانب الأزمة الإنسانية في القطاع، ورفعه لعبء إدارة مليوني نسمة يتأثرون بالأوضاع الإنسانية الصعبة.
ويظهر الكاتب استنكاره للسيناريو الذي يتخيله، حيث يعتبر أن تعثر إسرائيل في هذا الوحل قد يؤثر سلبًا على سمعة الجيش الإسرائيلي، الذي يسعى جاهدًا لاستعادة ثقة المواطنين به.
وفي مقاله، يشدد فريدمان على أهمية أن تكون القيادة الإسرائيلية، سواء السياسية أو العسكرية، حذرة وتتأمل جيدًا قبل الانخراط في حملة انتقام، مستشهدًا بقول كونفوشيوس المأثور “قبل أن تشرع في رحلة الانتقام، احفر قبرين، أحدهما لعدوك والآخر لنفسك”.
ويركز فريدمان على أن الهدف المعلن لغزو إسرائيل هو استعادة الأسرى وتدمير حماس وبنيتها التحتية، ولكنه يحذر من خطورة العمل بدافع الغضب العميق دون وجود خطة مستدامة بعد تحقيق تلك الأهداف. يحذر من أن التمادي في هذا الاتجاه قد يجعل إسرائيل تغرق في وحل غزة بشكل دائم.
ويختتم الكاتب بمقارنة بين العملية الإسرائيلية في غزة وحروب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث يظهر الثمن الباهظ الذي دُفع في تلك الحروب.
“فرضًا من الاحتراف والحكمة الاستراتيجية، يقترح توماس فريدمان على إسرائيل أن تستلهم تجربة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في تشكيل “فريق أحمر”، وهو مجموعة من المحللين والخبراء خارج إطار السلطة العسكرية أو السياسية المباشرة. يتعهد هذا الفريق بتقييم خطط الحرب وأهدافها بشكل نقدي، ويقترح بدائل متضاربة للأهداف الواقعية، بهدف استعادة الأمان والردع الأميركي.
في سياقه، يشير فريدمان إلى أن هذا الاقتراح ليس مقتصرًا على إنشاء “فريق أحمر” للتعامل مع حماس في غزة، بل يدعو أيضًا إلى تأسيس “فريق أزرق” لتقييم أفعال الأحمر ومراقبة ما يتم على الأرض. ويشدد على ضرورة إجراء نقاشات داخلية حيوية في إسرائيل، حيث يقول إنها “دخلت بوضوح إلى حرب ذات أهداف متعددة ومتناقضة”.
في مواجهة التحديات التي تواجه إسرائيل في نقل النزاع البري من شمال غزة إلى جنوبها، ينصح فريدمان “فريق أحمر” الإسرائيلي بتبني بديل “متشدد” يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار، تبعه انسحاب فوري لجميع القوات العسكرية من غزة، شريطة أن تُعيد حماس جميع الأسرى المتبقين لديها وتقدم تفاصيل حول كل من توفي، دون أي تبادل بشأن الأسرى الفلسطينيين.
ويصف الكاتب الأميركي هذا البديل بأنه “صفقة نظيفة”، مع التأكيد على حق إسرائيل في تقديم قادة حماس البارزين، الذين كانوا وراء هجوم السابع من أكتوبر، إلى العدالة في المستقبل.
5 مزايا
“توماس فريدمان يقدم مقترحات استراتيجية لإسرائيل: الفريق الأحمر ومكاسبه الخمس”
يوجه توماس فريدمان مقترحاته الاحترافية لإسرائيل من خلال فرضية تشكيل “الفريق الأحمر”، مما يُمكن البلاد من تحقيق مزايا استراتيجية حيوية. يبرز خمس مزايا رئيسية قد تحققها هذه المقترحات:
- توجيه الضغط إلى حماس:
يشير فريدمان إلى أن المقترح يفرض ضغوطًا على حماس لوقف إطلاق النار، محمِّلاً المسؤولية إليها بشكل رئيسي. وبهذا يُضمن لإسرائيل عدم تحقيق حماس “أي نصر كبير” من الحرب. - الرد على الانتقادات الداخلية:
يقوم الفريق الأحمر بالتعامل مع شكاوى الناس داخل إسرائيل الذين يرون أن الغزو لم يحقق أهدافه. ويبرر ذلك بعدم وجود خيار للتعاون مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. - تحقيق نمط من الردع:
يُشير فريدمان إلى أهمية تبني الفريق الأحمر لبديل “متشدد” يُعزز ردع حماس، مشيرًا إلى تجربة القصف الإسرائيلي للمجتمعات اللبنانية في 2006 وتأثيرها على حزب الله. - تركيز إسرائيل على جنوب لبنان:
يُعتبر فريدمان خروج إسرائيل من غزة وقف إطلاق النار تحت مراقبة دولية فرصة لتكريس اهتمامها على حزب الله في جنوب لبنان. - إمكانية التعافي وتطبيع العلاقات:
يشدد الكاتب على إمكانية تعافي إسرائيل واستئناف جهودها لتطبيع العلاقات مع جيرانها العرب، مع تأسيس علاقة مستقرة مع الفلسطينيين الأكثر اعتدالًا. يعتبر تحقيق ذلك تحتاج إلى تغيير في القيادة الإسرائيلية، مع تركيبة حكومية جديدة تحل محل بنيامين نتنياهو.
الفريق الأزرق
“وفيما يتعلق بالفريق الأزرق، الذي يُقترحه الكاتب الأميركي، يثير الاستفسار حول كيفية استجابة إسرائيل في حال رفض القيادي بحماس، يحيى السنوار، وقف إطلاق النار فحسب، بل أيضًا بشرط إطلاق سراح 6 آلاف فلسطيني ونصف ذلك من السجون الإسرائيلية، وتعهد بتحمل التبعات الدولية لهذا الإجراء. وينبغي للفريق الأزرق أن يرد على هذا السيناريو بفكرة أكثر تحقيقًا تتلخص في خفض توقعات إسرائيل من الحرب، مع إعلان أن هدف جيشها ليس القضاء على حماس تمامًا، بل تقليص قوتها العسكرية بشكل كبير.
بدلاً من ذلك، ستعلن إسرائيل انسحابها من غزة، وإقامة منطقة ومخافر أمامية بعمق ميل واحد داخل الحدود مع القطاع، لضمان حماية المستوطنات الحدودية من هجمات برية مستقبلية. في الختام، سيكون على هذا الفريق مهمة إيضاح للقيادة الإسرائيلية بأنها يجب أن تتوقف عن تضليل نفسها والجمهور، وذلك حسب تعبير الكاتب، مُضيفًا أن محاولة إسرائيل الاحتفاظ بغزة بشكل كامل ستثير شكوكًا ضخمة في أذهان الناس حول نوايا الجيش، وبالتالي يجب عليها الاستعداد لمواجهة تساؤلات ضخمة بشأن الأهداف التي لا يمكن تحقيقها، وفقًا لفريدمان.”
تعليق واحد