ثقافة

توقيع كتاب “شرفة آدم” للشاعر والصحفي حسين جلعاد: تأملات إنسانية في الأدب والوجود

شهد جناح المؤسسة العربية للدراسات والنشر مساء الجمعة توقيع الشاعر والصحفي الأردني حسين جلعاد لكتابه الجديد “شرفة آدم.. تأملات في الوجود والأدب”، الذي صدر حديثًا في بيروت، ويأتي تتويجًا لمسيرة تمتد لأكثر من عقدين في الصحافة الثقافية والكتابة الأدبية.

يمزج الكتاب بين التأملات الفلسفية والقراءات النقدية والحوارات العميقة التي أجراها جلعاد مع رموز أدبية عربية وعالمية، في نصوص تنطلق من الأدب لتسائل الوجود وتعيد التفكير في شرط الإنسان ومصيره.

الأدب كفضاء إنساني متجاوز

خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب، أكد جلعاد أن الأدب يمثل أوسع الفضاءات للتعبير الإنساني، حيث يمنح الكاتب الحرية الكاملة للتعبير عن قلقه ونزقه وأفكاره، بعيدًا عن قوالب السياسة والأيديولوجيا.

وقال: “شرفة آدم دعوة للتأمل من علٍ، حيث يمكن للإنسان أن يتجاوز يومه الراهن ليفكر في أصل أفكاره ومصائرها. هي شرفة لا تحدها الإيديولوجيات، بل تتسع لكل ما يمكن أن يُقال بصدق.”

وأضاف أن هذا النوع من التأمل يساعد الإنسان على تجاوز الأفكار الضيقة، ويدفعه للارتقاء نحو قيم إنسانية أكثر عمقًا وصدقًا، مشددًا على أن الأدب، في جوهره، وسيلة لتحسين شروط وجودنا الإنساني، والتفكير في المجتمع والذات من منظور أكثر رحابة.

الكتاب: حوارات ورؤى من قلب التجربة

وحول محتوى “شرفة آدم”، أوضح جلعاد أن الكتاب يضم حوارات فكرية وأدبية أجراها مع كتاب من مختلف الجنسيات والثقافات، بعضها مع أدباء أردنيين بحكم عمله الصحفي الطويل في عمّان، وأخرى مع كتاب عرب التقاهم في قطر، أو أثناء عمله مع صحف عربية كـ”النهار” و”القدس العربي”.

كما أشار إلى حواراته مع أدباء عالميين، منهم الشاعر الإيطالي إدواردو سانجونيتي، الذي وصفه جلعاد بأنه من أبرز شعراء إيطاليا حين التقاه، وقدّم حينها نمطًا شعريًا جديدًا وصفه بـ”الفتح الشعري”.

وأوضح أن الكتاب يُعد محاولة لاستكشاف الذات والوجود من خلال الأدب، من موقع تأملي يطل على التجربة الإنسانية بكل ما تحمله من تناقضات وأسئلة كبرى.

من الشعر إلى القصة والنقد

وعن تجربته الإبداعية، بيّن جلعاد أنه بدأ شاعرًا، وله مجموعتان شعريتان، كما أصدر مؤخرًا مجموعة قصصية بعنوان “عيون الغرقى”، ويعمل حاليًا على إنجاز مشاريع روائية. ولفت إلى أن جميع أشكال الكتابة تنبع من جذور التأمل، مشيرًا إلى أن حتى الاكتشافات العلمية العظيمة تبدأ بفكرة بسيطة أو خاطرة متأملة، كما كان يرى آينشتاين.

وقال: “لا أرى فواصل صارمة بين الشعر والرواية والنقد، فكلها تنبع من القلق الإنساني والرغبة في الفهم. لكنها تحتاج إلى موهبة، وثقافة، وتجربة ناضجة.”

وعن مرجعيته الفكرية، أكد جلعاد أن الإنسان، بهمومه وأسئلته وتفاعله مع الطبيعة وما وراءها، هو مركز اهتمامه ومرتكز مشروعه الإبداعي. وأضاف: “الكتابة عن الإنسان لا تختلف جوهريًا سواء كانت في شكل قصيدة أو مقالة أو رواية.”

حضور وتكريم

شهدت الندوة التي أقيمت في منتصف أيام المعرض حضورًا لافتًا من القراء والمثقفين، عبّروا عن إعجابهم بما قدمه الكاتب من رؤى فكرية وأدبية، متمنين له مزيدًا من التوفيق في مشاريعه المستقبلية.

نبذة عن الكاتب

حسين جلعاد، من مواليد 1970، شاعر وقاص وصحفي أردني يعمل في موقع الجزيرة نت، وهو عضو في رابطة الكُتّاب الأردنيين، واتحاد الكتاب والأدباء العرب. اختير عام 2006 سفيرًا للشعر الأردني في حركة شعراء العالم، كما اختير ضمن أفضل 39 كاتبًا عربيًا شابًا في مشروع “بيروت 39” الذي نظمته مؤسسة “هاي فِستيفال” بالتعاون مع اليونسكو ووزارة الثقافة اللبنانية عام 2009.

من أعماله المنشورة:

  • العالي يُصلب دائمًا (شعر، 1999)
  • كما يخسر الأنبياء (شعر، 2007)
  • عيون الغرقى (قصص، 2023)
  • شرفة آدم (نقد وتأملات، 2025)
  • بالإضافة إلى دراسات فكرية وسياسية منها: المسألة الكردية وحزب العمال الكردستاني (1997)، والخرافة والبندقية.. أثر العولمة في الفكر الصهيوني (1999).

زر الذهاب إلى الأعلى