تغيّر المناخ يتحكم في آلية انتقال الملاريا في أفريقيا
أفادت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “ساينس” في التاسع من مايو الجاري بأنه تم تطوير نموذج جديد للتنبؤ بآثار تغير المناخ على انتقال مرض الملاريا في أفريقيا، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تحسين التدخلات للسيطرة على المرض.
سابقًا، كانت الطرق المستخدمة تعتمد على معدلات هطول الأمطار لتحديد توافر المياه السطحية المناسبة لتكاثر البعوض، ولكن الدراسة الجديدة قامت باستخدام عدة نماذج مناخية وهيدرولوجية لتضمين العوامل الفعلية مثل التبخر والتسلل وتدفق المياه في الأنهار، مما أتاح رؤية أعمق للظروف الملائمة لانتشار الملاريا في القارة الأفريقية.
ووفقًا للباحث الرئيسي للدراسة، الأستاذ المشارك في تخصص دراسات المياه بجامعة “ليدز”، مارك سميث، فإن المناطق المعرضة لخطر انتقال الملاريا قد تنخفض أكثر مما كان متوقعًا في السابق بسبب تغير المناخ، مما يشير إلى دقة أكبر في النماذج البيئية والهيدرولوجية.
وأوضح سميث في مقابلة مع “الجزيرة نت” أن النماذج المستخدمة تشير إلى احتمال انخفاض المساحة المناسبة لانتقال الملاريا في أفريقيا بدءًا من عام 2025، مع التركيز على غرب أفريقيا وجنوب السودان.
وأضاف أن هذا النهج الجديد يأخذ في الاعتبار السمات الهيدرولوجية المهمة التي غالبًا ما تُهمل في النماذج التنبؤية السابقة، مما يسهم في تحسين الجهود العالمية لمكافحة الملاريا.
تشير الدراسة أيضًا إلى دور الممرات المائية في انتشار المرض، مثل نهر زامبيزي، وتقدر أن تأثير الملاريا يمتد لمدة تصل إلى تسعة أشهر في السنة في مناطق كثافة السكان المحاذية لهذه الممرات.
وتشير الدراسة أيضًا إلى أهمية العوامل الهيدرولوجية مثل جريان الأنهار وتبخر المياه في تحديد انتقال الملاريا، مما يوفر رؤية شاملة تساعد في توجيه الجهود المستقبلية لمكافحة المرض بفعالية أكبر.