الأخبار العالمية

تصاعد قصف الاحتلال الإسرائيلي على جباليا، وإعلامه يتحدث عن منطقة عازلة

شهدت منطقة جباليا قصفًا إسرائيليًا كثيفًا يستهدف منطقة الجرن في جباليا البلد شمال مدينة غزة. في هذا السياق، تدور اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى تعطل جميع خطوط الاتصال في المنطقة.

يأتي هذا القصف في وقت تقول فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الاحتلال يستعد لإنهاء العدوان البري على قطاع غزة وإقامة منطقة عازلة. خلال الليل، استهدف القصف الإسرائيلي عدة مناطق في القطاع، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.

في سياق متصل، واصلت قوات الاحتلال قصفها الجوي والمدفعي على حي الشيخ رضون شمالي مدينة غزة، وذلك في تزامن مع اشتباكات عنيفة في حي القصاصيب بمخيم جباليا. في هذه الأثناء، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها يواصلون اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال في منطقة جباليا البلد شمال القطاع، مستخدمين في ذلك أنواعًا مختلفة من الأسلحة.

تعلن الكتائب أيضًا عن تفجير مدخل نفق في قوة الاحتلال في جحر الديك، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. كما أعلنت سرايا القدس عن قصف آليات إسرائيلية شرق رفح بواسطة قذائف هاون، محققة إصابات. تظهر صور بثتها الكتائب لاستهداف قوة راجلة إسرائيلية والتصدي لتقدمها في مناطق مختلفة من القطاع.

نظرًا للتطورات الحالية والاشتباكات الجارية، سنواصل متابعة الأحداث وتقديم التحديثات بشكل دوري.

تعزيز قوات الاحتلال

من ناحية أخرى، أعلنت القوات المسلحة الإسرائيلية عن تعزيز قواتها في مدينة خان يونس بخمسة ألويات جديدة. يأتي هذا الإعلان بعد ساعات من الكشف عن أن جيش الاحتلال قد سحب كتيبة من لواء غولاني المتميزة من قطاع غزة، بعد فترة استمرت 60 يومًا من المواجهات التي شهدت خسائر كبيرة للقوات الإسرائيلية، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية.

أفادت قناة 13 الإسرائيلية بأن جنود الكتيبة في لواء غولاني، الذي يعتبر جزءًا من القوات النخبوية الإسرائيلية، غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم، وذلك بعد أن فقدوا 42 جنديًا وضابطًا، بمن فيهم قائد الكتيبة رقم 13، في معارك بحي الشجاعية بغزة.

في سياق آخر، تم انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة ومحيط المستشفى الإندونيسي في جباليا خلال الليل الماضي. وأفاد شهود عيان بأنه تم العثور على عشرات الجثامين لفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، ملقاة على الطرقات نتيجة لقتلهم بواسطة القذائف والصواريخ القادمة من الطائرات المسيرة ورصاص القنص.

وصف الشهود مشاهد الجثث المتحللة على الطرقات بالمأساة والفاجعة، حيث تعرضت بعض الجثث لهجوم الكلاب والقطط، في حين تحللت أجزاء أخرى.

منطقة عازلة وإنهاء العدوان البري

في وقت سابق، شهدت منطقة جنوب شرق مدينة غزة قرب معبر كارني (المنطار) تفجيرًا لقوات الاحتلال، حيث قامت بتدمير عدد من المباني الفلسطينية المجاورة للسياج الأمني للمرة الثانية خلال أيام قليلة.

وأوضح مراسل الجزيرة في منطقة غلاف غزة أن جيش الاحتلال ينفذ سياسة تدمير مئات المباني السكنية والمرافق العامة المتواجدة بالقرب من السياج الأمني في الأسابيع الأخيرة، خاصة في مناطق شرق مدينة غزة وجباليا شمالاً. يأتي ذلك في إطار استراتيجية تهدف إلى إقامة منطقة عازلة تعزز الأمان للمستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة.

كما كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن خطة لإنشاء ثكنات عسكرية قرب كل المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للسياج الأمني. وأفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يتقدم في تنفيذ المرحلة الثالثة من هذه الخطة، على خلاف ما يتم إعلانه رسمياً، حيث يستعد لتحديث كبير في يناير/كانون الثاني المقبل. وأكدت الصحيفة أن مراكز القيادة المختلفة تستعد لتقليص عدد القوات وتأسيس منطقة عازلة، مع الاستمرار في الهجمات المستمرة. في هذا السياق، ذكرت القناة الـ11 الإسرائيلية أن الجيش يعتزم إنهاء العملية البرية في غضون أسابيع، مع التأكيد على أن المرحلة الثالثة ستشهد تقليصًا في عدد القوات وتأسيس منطقة عازلة، بينما تستمر الهجمات بشكل مكثف.

قنابل مدمرة

في سياق متصل، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن إسرائيل استخدمت مئات القنابل من طراز “إم كيه-84″، المعروفة بقوتها التدميرية العالية، في مناطق تم تصنيفها كآمنة للمدنيين. جاءت هذه المعلومات استنادًا إلى تحليل الأدلة البصرية المدعمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

أوضحت الصحيفة تشكل حفر ضخمة نتيجة سقوط هذه القنابل في مناطق جنوب غزة، وكشفت صور الأقمار الصناعية عن أن قطر كل حفرة يتجاوز 12 مترًا. وبحسب تقديرات خبراء الذخائر، فإن تشكل حفر بهذا الحجم في التربة الرملية الخفيفة في غزة يشير إلى استخدام قنابل يبلغ وزنها ألفي رطل.

وفي ردها على استفسار نيويورك تايمز حول هذا الأمر، أكد متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي (لم يتم الكشف عن اسمه) أن أولوية إسرائيل تكمن في القضاء على حماس، وأنه سيتم التعامل مع هذه الأسئلة في مراحل لاحقة.

وأشار محقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة، مارك غارلاسكو، إلى أن شدة القصف الإسرائيلي على غزة في الأسابيع الأولى تعدّ غير مسبوقة منذ حرب فيتنام، مؤكدًا أن مثل هذه الكثافة في القصف لم تشهدها حروب العراق الأولى (1991) والثانية (2003).

زر الذهاب إلى الأعلى