ترجل الفارس حابه ولد محمدفال بعد مسار سياسي حافل بالنضال والعطاء
أعلن اليوم الجمعة في العاصمة نواكشوط عن رحيل السياسي البارز ورجل الأعمال الناجح :حابه محمد فال بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنضال في سبيل تحرير موريتانيا من الإستبداد وتحكم العسكر في الشؤون السياسية .
ظل حابه منذ نشأة الدولة يكافح ويجاهد لعصرنة بلاده فوفر لها كل ماتحتاج من البضائع في زمن قل فيه من يجرؤ على ذالك لإنتشار الفقر وضعف كيان الدولة الفتية .
كان ولد محدفال أول من شيد فندق شنقيط بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
وكان الراحل مع كل ذالك سياسيا بارعا في فنونها ومبدئيا في مواقفه الثابتة .
بقي ولد محد فال على موقفه الرافض لإستلام العسكريين للسلطة السياسية في موريتانيا ،مما جعله يخطط للإطاحة بالرئيس السابق ولد هيداله بالتنسيق مع بعض الضباط ،مثل العقيد كادير وأحمد سالم ولدسيدي وتكفل بدعمهم عسكريا وماديا ولوجستيا ،والباقي على العسكريين القيام به .
كان ذالك سنة 1981 حيث استطاع الضباط الموالين له دخول العاصمة الموريتانية بسيارات وبزات عسكرية موريتانية بعد تخطي كافة العوائق العسكرية بطريقة غريبة ومريبة .
وماهي إلا ساعة حتى تمت السيطرة على مبنى الإذاعة وتمكن كادير من الإمساك بولد الطايع قبل أن يستغفله ويقفزعنه ليتركه هدفا مكشوفا للجيش . كان ولد الطايع حينها يشغل منصب القائد العام لأركان الجيش ،أما ولد هيداله فكان في نفس اليوم في زيارة للشمال الموريتاني.
بعد وقت قصير علم بالمحاولة الإنقلابية وبقيت العاصمة مسرحا لبعض الوقت لتبادل إطلاق النار بين الإنقلابيين .
بالمحصلة فشلت المحاولة الإنقلابية وحكم على العسكريين ومدبر العملية بالإعدام، لكن حابه بقي خارج موريتانيا حتى جاء ولد الطايع الذي عفا عن جميع السجناء والمطلوبين حينها عاد لوطنه ليجد السلطات قد صادرت ممتلكاته وبدأسلسلة جولات مع القضاء لاسترجاع أمواله المصادرة
وعلى العموم دفع الرجل ثمن آرائه وقناعاته السياسية .
أذكر أنني التقيته ذات مرة ولم أكن أعرفه وتناولت الشاي معه على أديم سهل من سهول شمامه التي استوطنها مؤخرا للتجارة والزراعة وحدثني بتجربته المرة مع رجال الدولة المتعاقبين، ومع ذالك بقي صامدا كالطود الشامخ .
في الأخير أرفع إلى أسرة الفقيد تعازينا القلبية ولكل فردمن محبيه وأصدقائه ،راجيا من الله العلي القدير أن يتقبله في زمرة الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
