تراجع التجارة عبر قناة السويس بنسبة 45% بسبب هجمات البحر الأحمر
انخفض حجم التجارة عبر قناة السويس بنسبة 45% خلال الشهرين الماضيين، وذلك نتيجة للهجمات التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر، وفقًا لتصريحات منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) التي أعربت عن قلقها إزاء تأثير هذه الهجمات على التجارة العالمية.
صرح يان هوفمان، مسؤول في أونكتاد، في مؤتمر صحفي يوم الخميس، بأن “الهجمات ضد الشحن البحري في البحر الأحمر تزيد من اضطرابات التجارة المرتبطة بالجغرافيا السياسية والتغير المناخي”، وأكد أن حجم التجارة عبر القناة انخفض بشكل حاد بنسبة 45% في الشهرين الأخيرين، نتيجةً لتعليق عبور السفن بسبب الهجمات التي شنها الحوثيون.
وأوضحت أونكتاد أن العدد الأسبوعي لعمليات عبور سفن الحاويات قد انخفض بنسبة 67% على أساس سنوي، وأن عدد السفن التي عبرت قناة السويس انخفض بنسبة 39% مقارنةً مع بداية ديسمبر الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التقلبات تأتي في سياق الهجمات التي شنها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن، مما أدى إلى توتر الأوضاع وتأثيراتها على حركة الملاحة في المنطقة.
تراجع متواصل
شهدت شحنات الحاويات عبر قناة السويس تراجعًا بنسبة 82% في الأسبوع المنتهي في 19 يناير/كانون الثاني الحالي، مقارنةً بأوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي. وشهدت شحنات الغاز الطبيعي المسال تراجعًا أكبر، في حين سجلت شحنات البضائع السائبة الجافة تراجعًا أقل، وزادت حركة ناقلات النفط الخام بنسبة طفيفة.
تعتبر قناة السويس ممرًا حيويًا للتجارة العالمية، حيث يمر من خلالها نسبة كبيرة من الحركة البحرية الدولية، تشكل ما بين 12 و15% من التجارة العالمية وما بين 25 و30% من حركة الحاويات.
وفي سياق ذلك، أعلن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، قبل أكثر من أسبوعين، عن انخفاض بنسبة 40% في عائدات القناة بالدولار منذ بداية العام 2024، نتيجة تأثرها بالهجمات الحوثية. وأشار إلى تراجع حركة عبور السفن بنسبة 30% خلال الفترة من بداية يناير حتى منتصف الشهر نفسه على أساس سنوي.
ماذا عن أسعار الغذاء؟
تأثرت حركة العبور عبر البحر الأسود جراء الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية في الأشهر التي تلت تلك الفترة. بالإضافة إلى ذلك، شهدت قناة بنما انخفاضًا كبيرًا في منسوب المياه بسبب الجفاف، مما أثر على حركة المرور.
أشارت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى أن “الاضطرابات المستمرة في طرق التجارة الرئيسية قد تؤثر في سلاسل التوريد العالمية، مما يتسبب في تأخير تسليم السلع، وارتفاع التكاليف، وزيادة خطر التضخم”، معبرة عن قلقها بشأن الأثر الذي قد يكون له ذلك على أسعار الغذاء العالمية.
سجلت أسعار الحاويات أكبر زيادة أسبوعية في التعاملات الفورية بمقدار 500 دولار، ولم تكتف هذه الزيادة بتأثير شحنات من آسيا إلى أوروبا فقط، بل أثرت أيضًا على الشحنات المتجهة إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة بدون المرور عبر قناة السويس، وزادت بأكثر من الضعف.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الأسعار لا تزال تقتصر إلى حد كبير، حيث لم تصل إلى إلا نصف الذروة التي شهدتها خلال جائحة كوفيد-19 تقريبًا. وأشار يان هوفمان إلى أن تأثير هذه الزيادات قد ينعكس على أسعار المواد الغذائية، مع التأكيد على أن تأثير زيادة تكاليف النقل قد يحتاج وقتًا يصل إلى عام ليظهر فعليًا في الأسواق الاستهلاكية في الدول المتقدمة.