بدء أولى جلسات محكمة العدل الدولية حول القضية القانونية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل

بدأت اليوم أولى جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في الدعوى المقامة من قبل جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، حيث اتهمتها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة. وأكدت الفريق القانوني لجنوب أفريقيا أن أفعال إسرائيل خلال حرب غزة تشير إلى نية ارتكاب إبادة، معتبرين أن مئات العائلات في غزة قتلت بالكامل.

وفي سياق متصل، أوضح وزير العدل الجنوب أفريقي أن الهجمات الإسرائيلية على غزة تستهدف الفلسطينيين في كل مكان، مشيراً إلى انتهاك إسرائيل لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية. ورغم موافقة إسرائيل على المثول أمام المحكمة، أعربت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن خشية في المؤسسات الأمنية والنيابة من إمكانية وجود اتهامات لإسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية.

تركز الدعوى على فشل إسرائيل في توفير الحاجات الأساسية لسكان غزة وتدمير البنية التحتية والمأوى، وتستند إلى حملة القصف المستمرة التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين وتسببت في خسائر بشرية كبيرة.

من المتوقع أن تُستمع إلى مرافعات الطرفين خلال جلسات الاستماع، حيث سيتم النظر في طلب جنوب أفريقيا بفرض إجراءات طارئة وتعليق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. ومن المحتمل صدور حكم بشأن هذه الإجراءات في وقت لاحق هذا الشهر، على أن تستمر المحكمة في دراسة تفاصيل القضية لعدة سنوات.

من الجدير بالذكر أن محكمة العدل الدولية تمتلك صلاحية الإصدارات القانونية الملزمة، وعلى الرغم من ذلك، لا تملك السلطة المباشرة لتنفيذ هذه الأحكام. في هذا السياق، تجري محكمة الجنايات الدولية تحقيقًا منفصلا في الجرائم المرتكبة في غزة والضفة الغربية.

تبادل الاتهامات

في سياق ذي صلة، أعرب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، يوم الأربعاء الماضي، عن موقف بلاده الرافض للأحداث الدامية التي تجري حاليًا في حق شعب غزة، مشيرًا إلى أن هذا الرفض دفع الحكومة الجنوب أفريقية للجوء إلى محكمة العدل الدولية. وأكد رئيس البلاد قائلاً: “نحن كشعب قد تجرعنا مرارة السلب والتمييز والعنصرية والعنف الدولي، ولهذا نؤكد بوضوح أننا سنقف على الجانب الصحيح في التاريخ”.

من ناحية أخرى، أدلى إيلون ليفي، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، بتصريحات يوم الأربعاء أيضًا، حيث أعلن أن إسرائيل ستمثل أمام محكمة العدل الدولية في اليوم التالي للرد على الاتهامات التي وجهتها جنوب أفريقيا. وفي هذا السياق، اتهم ليفي حكومة بريتوريا بتقديم غطاء سياسيًا وقانونيًا لحركة حماس، معتبرًا الهجمات ضد إسرائيل بأنها عملية فردية تستند إلى أسس غير دقيقة.

دعم عربي

أعربت جامعة الدول العربية عن دعمها وتأييدها الكامل للدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، اتهمتها فيها بارتكاب جرائم إبادة جماعية وخرق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948. وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عن تطلعه إلى صدور حكم عادل يضع حداً للحرب العدوانية على قطاع غزة ويوقف نزيف الدم الفلسطيني، مؤكداً دعم الأمانة العامة للجامعة لمساعي جنوب أفريقيا واستعدادها لتقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية.

وأشار المجلس الرئاسي الليبي في بيان إلى دعمه للدعوى المقدمة ضد إسرائيل، مؤكداً استعداده لدعم جهود جنوب أفريقيا وتعزيز الموقف الفلسطيني. وفي سياق متصل، أعلنت تونس رفضها الانضمام إلى أي دعوى ضد إسرائيل، مشددة على أنها ستقدم مرافعات شفاهية.

من جهة أخرى، جمع العشرات في رام الله بالضفة الغربية احتفالًا برفع جنوب أفريقيا الدعوى أمام محكمة العدل الدولية. وأعرب رئيس بلدية رام الله عن شكره لجنوب أفريقيا واعتبر أنها تسمع قلوبهم وتشارك في آلامهم.