الأسهم الهندية تحت ضغط… الرسوم الجمركية الأميركية تهدد بمزيد من التراجع

يواجه سوق الأسهم الهندي ضغوطًا متزايدة مع تصاعد التوترات التجارية بين نيودلهي وواشنطن، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الصادرات الهندية، وهي من بين أعلى المعدلات المفروضة على أي دولة آسيوية حتى الآن.
وتبدأ هذه الرسوم الجديدة اعتبارًا من يوم الجمعة، فيما ألمح ترامب أيضًا إلى احتمال فرض عقوبات إضافية على واردات الهند من الطاقة الروسية، في خطوة قد تزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي.
تداعيات سريعة على الأسواق
في رد فعل فوري، تراجع مؤشر NSE Nifty 50 الهندي بنسبة 0.35% في ختام تعاملات اليوم الخميس، وسط قلق المستثمرين من انعكاسات القرار الأميركي على الصادرات الهندية، لا سيما في ظل أداء السوق الضعيف بالفعل هذا العام.
وقد شهدت بورصة الهند تراجعًا ملحوظًا منذ بداية يوليو/تموز، إذ خسر السوق ما يقرب من 248 مليار دولار من قيمته السوقية منذ أن بلغ ذروته في الثاني من الشهر ذاته. وجاء هذا التراجع مدفوعًا بموجة خروج المستثمرين الأجانب الذين فضلوا التوجه إلى أسواق أقل تكلفة وأكثر جاذبية، مثل هونغ كونغ وكوريا الجنوبية.
تحديات مستمرة في الأداء
يُعاني مؤشر الأسهم الهندي القياسي من ضعف في الأداء مقارنة بمعظم نظرائه العالميين، في ظل مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع أرباح الشركات الكبرى. ويتجه مؤشر مورغان ستانلي للهند نحو تسجيل أسوأ أداء شهري له منذ فبراير/شباط الماضي، في حين ارتفع مؤشر مورغان ستانلي لآسيا والمحيط الهادي بنحو 14% خلال العام الحالي، ما يعكس فجوة متزايدة في الأداء الإقليمي.
تحذيرات وتحليلات
وفي هذا السياق، صرّح تومو كينوشيتا، الخبير الإستراتيجي للأسواق العالمية في شركة “إنفيسكو” لإدارة الأصول، بأن “الهند تُعرف بصمودها في المفاوضات التجارية، غير أن هذا الصمود قد يؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية”، مضيفًا أن “التعرفة الجمركية بنسبة 25% ستترك أثرًا سلبيًا معتدلًا على السوق، مع تأثير مباشر على أسهم الشركات المصدّرة”.
نافذة أمل؟
ورغم حدة الإجراءات الأميركية، لمح الرئيس ترامب إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أيام، مؤكدًا أن المفاوضات مع الهند لا تزال مستمرة، وأنه قد يُعلن عن نتائجها “بنهاية هذا الأسبوع”، ما يفتح الباب أمام تهدئة محتملة.
لكن في ظل الأجواء المتقلبة، يترقب المستثمرون بحذر أي تطور في العلاقات التجارية بين القوتين، إذ يمكن لأي إعلان مفاجئ أن يعيد رسم خريطة الاستثمارات الأجنبية في شبه القارة الهندية.