الأخبار العالمية

اغتيالات وتفاقم الوضع الأمني يُعكِّران فرحة أهالي درعا بقدوم شهر رمضان

اغتيالات وتفاقم الوضع الأمني يُعكِّران فرحة أهالي درعا بقدوم شهر رمضان

سكان محافظة درعا يواجهون واقعًا مأساويًا حيث يُعتاد على سماع أصوات إطلاق النار بشكل يومي دون تفكير في أسبابها أو المسؤولين عنها. يعود هذا الوضع إلى تصاعد عمليات الاغتيالات التي تشهدها المنطقة منذ عام 2018، وذلك بعد التسوية التي أدينت لسيطرة قوات النظام السوري برعاية روسية، مما أفقد المحافظة استقرارها الأمني.

تزايدت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ حيث شهد حي طريق السد في مدينة درعا عملية اغتيال مروعة قبل أربعة أيام، وهي من بين العمليات النادرة التي تستهدف فردًا واحدًا، عكس المعتاد حيث يشارك فيها عدد كبير من الأشخاص المجهولين يستخدمون سيارات ودراجات نارية.

الضحية في هذه الحادثة هو ياسر خليل فلاحة، المعروف بلقب “الحمش”، والذي كان ينتمي سابقًا إلى صفوف المعارضة السورية. لقد غادر درعا باتجاه إدلب في عام 2018، وذلك بعد التسوية التي شهدتها المحافظة والتي أدت إلى دخول قوات النظام. عاد فلاحة إلى درعا بعد عام واحد فقط، وشارك في عمليات عسكرية ضد عناصر تنظيم الدولة في المنطقة، بما في ذلك الحملة التي استهدفتهم في حي طريق السد في عام 2022، والتي لم تنجح في القضاء عليهم.

عملية مخطط لها

العملية التي استهدفت الحمش هذه المرة لم تكن مثل العمليات السابقة التي يعتاد الأهالي على سماعها أو حتى رؤيتها في بعض الأحيان، إذ شهدت تطورًا مؤلمًا. فالعديد من العمليات السابقة كانت تحدث في وضح النهار وفي مناطق مكتظة بالسكان، ولكن هذه المرة كانت العملية تستهدف ليس فقط الحمش بل كل من كان في المنطقة وقد يكون شاهدًا على الحادث.

تزامنت العملية مع إطلاق نار كثيف أسفر عن مقتل شاب وطفل بالإضافة إلى المستهدف، وإصابة شابين وطفل بجروح خطيرة لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات حتى الآن.

في تصريحه للجزيرة نت، أكد (م. ن)، شقيق أحد الشبان المصابين، أن العملية كانت كبيرة وتم التخطيط لها بعد رصد متكرر من قبل المنفذين. وأضاف أن شقيقه لم يكن له أي علاقة بأي نشاط مسلح سابق ولم يكن لديه خلافات شخصية مع أحد.

لكنه كان بالقرب من موقع الحادثة حيث كان يشتري اللحوم من أحد المحال في المنطقة. وأشار إلى خطورة إصابة شقيقه وحاجته الماسة لوحدات الدم، داعيًا الأهالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومكبرات الصوت في المساجد إلى التبرع بالدم.

وأوضح أن الأطباء استخدموا الدماء المتبرع بها مؤقتًا، مما يعني أنه قد يكون هناك حاجة للبحث عن متبرعين جدد لاحقًا، نظرًا لغياب الدعم الكافي من بنك الدم في درعا.

وعبر (م. ن) عن صدمته من وجود 3 جثث في المستشفى، بينها جثة طفل في الـ 14 من عمره كان ضحية لإطلاق نار عشوائي.

أصبح شعور الخوف بين الأهالي أكثر من أي وقت مضى، حيث يخشون استمرار ارتفاع نسبة العمليات الإجرامية، مما دفعهم لتغيير عاداتهم وتقليل التجمعات قبل أذان المغرب في شهر رمضان.

وشهدت حركة الأسواق التجارية في درعا تراجعًا، حيث أصبحت المحال تغلق أبوابها مبكرًا قبل غروب الشمس بشكل لافت، على عكس الأوقات السابقة التي كانت الأسواق فيها مزدحمة حتى وقت متأخر من الليل.

ولم تقتصر العمليات الإجرامية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة على العسكريين والأمنيين فقط، بل طالت مدنيين بينهم أطفال ونساء، ورغم بعض الأنباء التي تحدثت عن صلة المستهدفين بتجارة المخدرات أو السحر، إلا أن هذا لا يبرر استهدافهم بالقتل.

منذ سيطرة قوات النظام على درعا في عام 2018، فقد فقدت المدينة القوات الأمنية التي كانت تعمل على حفظ النظام ومنع الجرائم مثل هذه، وهو ما تسبب في انعدام الأمن وزيادة الجرائم في المنطقة.

رغم المحاولات التي بذلت من قبل وجهاء المنطقة لتشكيل قوة محلية تضع حواجز ليلاً لضبط الأمور وحماية المدنيين، فإن هذه المحاولات باءت بالفشل.

زر الذهاب إلى الأعلى