هل تستحق دراسة الطب البشري كل هذا العناء؟ نقاط يجب أخذها بعين الاعتبار
يتساءل الكثيرون: هل تستحق دراسة الطب البشري هذا الجهد؟ الإجابة على هذا السؤال تعتمد بشكل رئيسي على الطالب نفسه، بمساعدة عائلته لاتخاذ القرار الأنسب.
كما هو معروف، من الضروري دراسة أي خطوة قبل الإقدام عليها، بما في ذلك التقدير الجيد للجوانب المادية والمعنوية، لضمان نجاح هذه الخطوة في المستقبل.
ولهذا السبب، أود هنا تسليط الضوء على بعض النقاط الإيجابية والسلبية لمساعدة الآباء والأمهات والطلاب في اتخاذ قرارهم بشأن دراسة الطب البشري.
بداية، يعد الطب البشري من العلوم النبيلة والعظيمة. فقد قال الإمام الشافعي: “لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب”. فدراسة الطب محمودة، لكنها تتطلب الاستعداد الكامل للتعامل مع تحدياتها قبل الانغماس في مجالاتها العميقة.
عند اختيار كلية الطب، يجب على الطالب وعائلته التفكير بعمق وبتمعن في عدة عوامل أساسية، وهي الرغبة، والقدرة، والمقدرة.
الرغبة: هي ما يوجِّهك إلى اختيار مجال تحبه وتشعر بالشغف تجاهه، وتجد نفسك متحمسًا للبحث والتعمق فيه، وهي الأساس الذي يدفعك نحو اختيار صحيح.
القدرة: هي مدى تحمل الطالب لهذا التخصص ومتطلباته، إذ يحتاج الطب إلى الساعات الطويلة من القراءة والبحث. إذا كان الطالب غير مستعد لقضاء وقت طويل في الدراسة، فقد يكون من الصعب عليه النجاح في هذا المجال.
المقدرة: هنا يجب أن يكون الطالب وأسرته صادقين، إذ يجب على الأسرة أن تتحمل تكاليف الدراسة والعيش خلال سنوات الكلية، وقد يتطلب الأمر متابعة الدراسات العليا للاختصاص حتى يكون للطبيب فرص عمل أكبر.
كما أن دراسة الطب تحتاج إلى سنوات طويلة؛ فهي تمتد بين ست وسبع سنوات، وقد تصل إلى ثمان سنوات في بعض الدول العربية. وبعد التخرج، يبدأ الطبيب بممارسة مهنته كطبيب عام، ومن ثم يحتاج إلى سنوات إضافية للتخصص في مجال معين، وقد يتطلب ذلك دعماً مادياً ونفسياً من العائلة لفترة طويلة.
في النهاية، الهدف من هذا المقال ليس ترغيبًا أو ترهيبًا من دراسة الطب، وإنما توضيح العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار لمساعدة الطالب وعائلته في اختيار مسار يتناسب مع قدراته واهتماماته.