رياضة

هروب حمزة بن عمر: قصة معاناة بطل أولمبي يبحث عن فرصة أفضل

لم يكن هروب ابني من مقر إقامة بعثة منتخب تونس خيارًا سهلًا، بل هو رد فعل على الإهمال الذي تعرض له من قبل المسؤولين عن الرياضة في بلاده. لقد كان بإمكانه الاستمرار في مسيرته كأحد الأبطال الأولمبيين القادمين لو توفرت له الظروف والدعم المناسبان. بهذه الكلمات بدأت لطيفة بن عمر، والدة بطل أفريقيا لرفع الأثقال، حديثها للجزيرة نت، موضحة ملابسات هروب نجلها رفقة عدد من الرباعين من بعثة منتخب الشباب، والتي كانت تستعد للمشاركة في بطولة العالم في إسبانيا.

وعلى الرغم من أن الحادثة لم تكن مفاجئة للذين يعرفون أوضاع رياضيي الألعاب الفردية في تونس، إلا أنها أعادت فتح النقاش حول ظاهرة الهجرة السرية التي يعاني منها الكثير من الرياضيين في البلاد. تعكس هذه الحادثة رغبة قوية في الهروب من الفقر والخصاصة التي يعيشها العديد منهم.

في بلد تستأثر فيه كرة القدم وبعض الرياضات الجماعية باهتمام واسع، أصبح الهروب من البعثات الرياضية إلى أوروبا بحثًا عن حياة أفضل سمة مقلقة. تتبادل الاتهامات بين المسؤولين في الاتحادات الرياضية والأسر، مما يزيد من تعقيد الوضع.

تتحدث لطيفة بن عمر عن معاناة أسرتها في حي الشهداء، أحد الأحياء الشعبية التي تعاني الفقر والبطالة. تأمل في أن يتمكن ابنها حمزة، الذي حقق العديد من الألقاب، من تحقيق حلمه في الرياضة، لكنها تشعر بالخيبة بسبب التجاهل الذي واجهته عائلتها. “لم نحصل سوى على الإهمال، ورغم التضحية التي قدمتها، فقد كان حلمي أن يعيش ابني كأحد الأبطال، لكننا لم نجد من يدعمنا”، تقول لطيفة.

تؤكد الأم أن ابنها لم يفكر في الهجرة حتى بعد أن حقق الميدالية الذهبية في بطولة أفريقيا، لكن عدم استلامه للمنحة المالية الموعودة كان له تأثير كبير عليه، مما دفعه للتفكير في تحسين ظروف حياته خارج البلاد. وتدعو لطيفة المسؤولين إلى منح ابنها جواز سفره والامتيازات المستحقة، مشددة على حبهم لبلدهم ورغبتهم في تحقيق النجاح تحت علم تونس.

وتجدر الإشارة إلى أن حمزة بن عمر وسجير الجبالي ولجين عمارة اختفوا قبل الوصول إلى مقر بعثة منتخبهم في مدينة ليون الإسبانية، مما أحدث صدمة في الأوساط الرياضية. بينما أكدت وزارة الرياضة أنها ستفتح تحقيقًا في ملابسات الهروب.

بينما يحاول الرياضيون التونسيون البحث عن فرص أفضل، يرى بعض المسؤولين أن هذه الهجرة غير الشرعية تتسبب في فقدان مواهب رياضية قد تساهم في رفع علم تونس في المحافل الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى