تحقيقاترأي آخر

محمد يل ولد عبد السلام : قامة إنسانية ورمز للنزاهة في وجه الإشاعات المغرضة

في زمن كثرت فيه الإشاعات وتلاشت فيه القيم النبيلة، يظل محمد يل ولد عبد السلام نموذجًا يُحتذى به في الأخلاق والتفاني في خدمة المجتمع. فمن يعرف الرجل عن قرب، يدرك جيدًا أنه ليس مجرد نائب أول لرئيس جهة نواذيبو أو شخصية سياسية بارزة، بل هو إنسان تجسدت فيه أسمى معاني الإنسانية والصدق والإخلاص.

رجل المواقف والإنسانية

قبل أن يدخل محمد يل ولد عبد السلام عالم السياسة، كان ولا يزال شخصية بارزة في المجتمع بفضل أخلاقه الحميدة وتواضعه الجم. تميّز بصفاء قلبه ونقاء سريرته، فابتسامته التي لا تفارق وجهه كانت ولا تزال مفتاح قلوب الناس، وسعة صدره جعلته قريبًا من الجميع، يستمع لهمومهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم.

عُرف الرجل بتواضعه الذي يندر وجوده، فهو لا يرى في المناصب سلطة أو تفوقًا على الآخرين، بل مسؤولية لخدمة الناس والعمل على تحسين أوضاعهم. هذا السلوك الإنساني والأخلاقي لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج تربية أصيلة ومبادئ راسخة تربى عليها في بيئة تقدّر القيم والمروءة.

عطاء لا محدود وأيادٍ بيضاء

محمد يل ولد عبد السلام ليس فقط رجل سياسة، بل هو عنوان للعطاء المتواصل والعمل الخيري. لم يكن يومًا يبحث عن الأضواء أو يسعى للشهرة، بل كان عطاؤه خالصًا لوجه الله تعالى، حيث لم يتردد يومًا في مد يد العون للمحتاجين ودعم المبادرات الاجتماعية.

إنفاقه في سبيل الله وأعماله الخيرية ليست مجرد أفعال عابرة، بل هي نهج حياة يسير عليه بإيمان راسخ وضمير حي. ولعل أقرب الأمثلة على وفائه وبرّه علاقته الوطيدة بخاله الراحل محمد ولد العتيق، فقد كان له بمثابة الابن البار، ملازمًا له في مرضه الطويل، مرافقًا له في أدق التفاصيل حتى لحظة وفاته في أحد أرقى مستشفيات إسبانيا.

الإشاعات المغرضة ومحاولات التشويه

رغم هذه السيرة العطرة، لم يسلم محمد يل ولد عبد السلام من حملات التشويه والإفتراءات السخيفة. اتهامه بقتل خاله أو الترويج لهروبه وإغلاق هواتفه، ما هي إلا افتراءات يروج لها البعض دون أي دليل أو منطق. كيف يمكن لعاقل أن يصدق أن رجلًا بهذه الأخلاق والوفاء قد يُتهم بجريمة كهذه؟ وهل من المنطق أن يتوفى شخص في مستشفى أوروبي مرموق دون إصدار شهادة وفاة رسمية تحدد أسباب الوفاة؟

هذه الإشاعات الباطلة ليست سوى محاولات فاشلة لتشويه صورة رجل نذر نفسه لخدمة مجتمعه، وهي تنم عن ضيق أفق وسوء نية ممن أطلقوها. فالرجل ما زال حاضرًا في المدينة، يشارك في المناسبات العامة والخاصة، ولم يختفِ أو يتهرب كما يُشاع.

شهادة حق ومعايشة واقعية

لقد عرفته عن قرب خلال الحملة الانتخابية التشريعية والجهوية الأخيرة، ورافقته في جولاته الميدانية. لم يكن مجرد سياسي يسعى للحصول على أصوات الناخبين، بل كان إنسانًا صادقًا، بسيطًا في تعامله، ثابتًا على مبادئه، ومخلصًا في وعوده. كان حريصًا على أداء الصلوات في أوقاتها، ما يعكس التزامه الديني وأصالته الأخلاقية. هذه الصفات النبيلة أصبحت عملة نادرة في عالم السياسة اليوم، لكنها تجسدت بكل وضوح في شخصيته.

دعوة للوعي ورفض الإشاعات

من المؤسف أن هناك من يسعى لتصفية حسابات شخصية أو تحقيق مصالح خفية عبر إطلاق الأكاذيب واستغلال عقول البسطاء. آن الأوان أن نتوقف عن تصديق هذه الترهات، وأن نكون أكثر وعيًا وتمييزًا بين الحقيقة والافتراء.

محمد يل ولد عبد السلام سيبقى كما عرفه الجميع: رمزًا للنزاهة والإخلاص، ورائدًا في العمل الخيري والاجتماعي. لن تنال منه محاولات التشويه، وسيظل نموذجًا يُحتذى به في القيادة والخدمة العامة.

فلنرفض أن نكون أدوات في أيدي من يسعون لنشر الأكاذيب، ولندعم كل من يسعى بإخلاص لخدمة هذا الوطن وأبنائه.

محمد ولد النمين

زر الذهاب إلى الأعلى