مجلس الأمن يحذر إسرائيل من تقليص أنشطة الأونروا في غزة ويطالب باتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الأزمة الإنسانية
حذر أعضاء مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء إسرائيل من المضي قدماً في إقرار تشريعات تحد من أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة. كما انتقدت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل، مؤكدة ضرورة التعامل بشكل عاجل مع “الأوضاع الكارثية” في القطاع ووقف “مفاقمة المعاناة” عبر تقليص المساعدات الإنسانية.
وكانت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) قد وافقت يوم الأحد الماضي على مشروعي قانونين يهدفان إلى “إنهاء أنشطة الأونروا في إسرائيل”، وهي خطوة ندد بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأشار رئيس الأونروا فيليب لازاريني خلال اجتماع مجلس الأمن إلى أن كبار المسؤولين الإسرائيليين وصفوا تدمير الأونروا بأنه “هدف حرب”، لافتاً إلى مقتل 226 من موظفي الوكالة في غضون عام. وحذر من أن إقرار مشروعي القانون سيؤدي إلى عواقب وخيمة، مشيراً إلى أن هذا قد يؤدي إلى تفكك استجابة الأونروا الإنسانية في غزة.
كما انتقد لازاريني أوامر إسرائيل بإخلاء شمال غزة، مشيراً إلى أن مئات الآلاف من المدنيين يضطرون إلى الانتقال جنوباً إلى ظروف معيشية قاسية، ما يضع السكان على حافة مجاعة من صنع الإنسان.
من جانبه، بعث غوتيريش برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، محذراً من أن هذه التشريعات قد تعيق الأونروا عن مواصلة عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في المقابل، انتقدت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، المقترح التشريعي الإسرائيلي، قائلة إن إقرار التشريعين قد يعرقل التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين ويلغي الامتيازات والحصانات الممنوحة لمنظمات الأمم المتحدة وموظفيها. وأضافت أن الأوضاع في غزة كانت متوقعة منذ شهور، لكن لم يتم التعامل معها بشكل مناسب، داعية إسرائيل إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحل الأزمة.
كذلك، شددت غرينفيلد على ضرورة أن يتمكن المدنيون في غزة من العودة إلى مناطقهم السكنية لإعادة بناء حياتهم، محذرة من أي تغييرات قد تؤدي إلى تغيير في الطبيعة السكانية للقطاع.
من جهتها، تعرضت إسرائيل لانتقادات مماثلة من سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، والسفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير، وسفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع.
وفي الدفاع عن بلاده، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إن “إسرائيل لا تفرض أي قيود على المساعدات الإنسانية”، زاعماً أن بلاده وافقت على 82% من جميع الطلبات الخاصة بتنسيق الشؤون الإنسانية. وأضاف أن الأونروا قد سمحت لحركة حماس بالتسلل إلى صفوفها، مشيراً إلى أن المنظمة غير قابلة للإصلاح.
وكانت إسرائيل قد اتهمت بعض موظفي الأونروا بالمشاركة في عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، رغم أن هذه الاتهامات لم تثبت بعد.