ثقافة

متحف السلطان علي دينار: صرح ثقافي مهدد بالدمار في ظل الحرب السودانية

يعد متحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور في غرب السودان، من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس تاريخ سلطنة الفور وآخر سلاطينها. تأسس المتحف في عام 1970 ويحتوي على مجموعة واسعة من المقتنيات الأثرية التي تروي قصصاً غنية عن فترة حكم السلطان علي دينار (1898-1961) الذي حكم المنطقة حتى وفاته.

قبل اندلاع الحرب في السودان، كان المتحف يُعد مركزاً ثقافياً وتعليمياً حيوياً، حيث كان يستقطب الزوار من داخل وخارج البلاد. ويضم المتحف مجموعة من المعروضات التي تشمل القطع الأثرية والتحف التاريخية، بالإضافة إلى برامج تعليمية ومعارض ثقافية تساهم في تعزيز الوعي التاريخي والثقافي.

ومع اندلاع الحرب في أبريل 2023، تعرض المتحف للإغلاق بشكل مؤقت حفاظاً على مقتنياته الثمينة. ولكن، ورغم الجهود المبذولة لحمايته، تعرض المتحف لأضرار جسيمة نتيجة القصف المدفعي من قبل قوات الدعم السريع. وقال الربيع بحر الدين علي دينار، حفيد السلطان والوكيل الحالي لسلطان دارفور، إن المتحف تضرر بشدة جراء القصف، ما يشكل تهديداً لمستقبل الموروث الثقافي في المنطقة ويهدد بفقدان جزء أساسي من تاريخ وهويات المجتمع.

وفي ظل هذه الأضرار، دعا المسؤولون في مجلس السلطان علي دينار المجتمع الدولي للتدخل العاجل لحماية المواقع التاريخية والثقافية، مشيرين إلى أن تدمير هذه المعالم يهدد السلام والاستقرار المجتمعي في المنطقة.

يُذكر أن متحف السلطان علي دينار كان قد أدرج في مارس 2023 ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو، والتي اعتبرت القصر والتراث الثقافي في المنطقة عوامل مهمة لتحقيق السلام والتنمية.

يحتوي المتحف على مجموعة من المعروضات القيمة، منها كرسي السلطان الذي أهدي له من الإمبراطورية العثمانية، وطبلان نحاسيان يُستخدمان في الإعلان عن الحروب والأفراح، إضافة إلى مجموعة من الأسلحة والمخطوطات القديمة. كما يضم المتحف أختام السلطان وسيوفاً فضية وأوانٍ مطلية بالذهب.

يعتبر متحف السلطان علي دينار ثاني أكبر متحف في السودان بعد المتحف القومي، ويعدّ صرحاً مهماً في حفظ التراث الثقافي والتاريخي لدولة السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى